كل ما تود معرفته عن الغيبوبة النفسية واسباب حدوثها وهل لها علاج
الغيبوبة النفسية لها عدة مسميات، ورغم ذلك فإنها تظل قاسية مثل الغيبوبة المتعارف عليها، وهي إحدى أقسى الأمراض لأنه يمكن أن تتسبب بشكل كبير في الوفاة، وبالتالي فإنه لا يمكن التهاون بالغيبوبة النفسية، ويصبح معرفة كل ما يخص به أمرًا هامًا لمساعدة أي شخص تعرفه مر بتلك التجربة القاسية، أو لحماية من تعرف من الوصول لتلك المرحلة.
ما هي الغيبوبة النفسية
الغيبوبة هي حالة عميقة من فقدان الوعي، والتي تعتمد نتيجتها وطبيعتها على سبب وشدة الضرر الذي تعرض له الشخص أو الحالة التي تم تشخيصها.
في بعض الأحيان ، قد يتسبب الطبيب في غيبوبة باستخدام الأدوية من أجل حماية المريض من الألم الشديد أثناء عملية الشفاء أو من أجل المحافظة على وظائف الدماغ العليا بعد شكل من أشكال صدمة الدماغ.
ومع ذلك، في الحالات الشديدة، قد لا تتغير حالة الشخص بعد فترة طويلة، وهو الأمر الذي يجعل الأطباء يعرفون ذلك أنه دخول في الحالة الخضرية أو الإنباتية أو يكتسب صفات النبات، والتي ما إن ظل بها لشهور فقد لا يستيقظ من جديد.
ما هي أسباب حدوث الغيبوبة النفسية
تحدث أكثر من 50٪ من الغيبوبة النفسية بسبب صدمات الرأس أو اضطرابات في الدورة الدموية في الدماغ ، أو بعض من المشكلات الدماغية والتي يمكن أن تكون:
-
نقص الأكسجين
تنتج هذه الحالة بسبب النقص الكامل في وصول الأكسجين إلى الدماغ، إذ يؤدي نقص الأكسجين لبضع دقائق إلى موت الخلايا لأنسجة المخ، والتي قد تنتج عن (السكتة القلبية) أو إصابة الرأس أو الصدمة أو الغرق أو جرعة زائدة من المخدرات أو التسمم.
-
الإصابة
يمكن أن تتسبب إصابات الرأس في تضخم و / أو نزيف الدماغ، حيث ينتفخ الدماغ بعد الصدمة ويندفع السائل لأعلى باتجاه الجمجمة، ومن جانبه قد يؤدي التورم الناتج إلى دفع الدماغ للأسفل على جذع الدماغ، مما قد يؤدي إلى تلف RAS (نظام تنشيط شبكي) المسئول عن الإثارة والوعي.
-
التورم
يمكن أن يحدث تورم في أنسجة المخ ويتسبب في بعض الأحيان إلى نقص الأكسجين أو عدم توازن الكهارل أو اضطراب الهرمونات مما يتسبب في الغيبوبة النفسية.
-
النزيف
قد يؤدي النزيف داخل طبقات الدماغ في حدوث غيبوبة نتيجة إلى التورم والضغط على الجانب المصاب من الدماغ، يؤدي ذلك الضغط إلى تحول الدماغ، الأمر الذي يؤدي إلى تلف جذع الدماغ و RAS.
-
السكتة الدماغية
في حالة عدم تدفق الدم إلى جزء كبير من جذع الدماغ أو فقدان الدم المصحوب بالانتفاخ، يمكن أن تحدث غيبوبة.
-
سكر الدم
يمكن أن تحدث الغيبوبة النفسية عند مرضى السكري عندما تظل مستويات السكر في الدم مرتفعة للغاية، وتعرف هذه الحالة باسم “ارتفاع السكر في الدم” ومن جانبه يمكن أن يؤدي نقص السكر في الدم، أو انخفاض نسبة السكر في الدم إلى حدوث غيبوبة، والتي يمكن حلها مع تصحيح نسبة السكر في الدم، ورغم ذلك يمكن أن يؤدي نقص السكر في الدم لفترات طويلة إلى تلف دائم في الدماغ وغيبوبة مستمرة.
-
العدوى
تؤدي التهابات الجهاز العصبي المركزي، مثل التهاب السحايا أو التهاب الدماغ إلى غيبوبة.
-
السموم
يمكن أن تتراكم السموم في الجسم إلى مستويات سامة للدرجة التي يفشل الجسم في التخلص منها بشكل صحيح.
-
النوبات
قليلًا ما تسبب النوبات غيبوبة، غير أن تكرار النوبات يسمى باسم “الحالة الصرعية” والتي يمكن أن يؤدي تكرارها إلى أن يمنع الدماغ من التعافي بين النوبات، الأمر الذي سيؤدي إلى فقدان الوعي لفترة طويلة وغيبوبة.
اليك ايضا : أهم 8 أعراض الأمراض النفسية يمكن ملاحظتها بسهولة
الأعراض الدالة على الغيبوبة النفسية
هناك بعض الأعراض الأساسية للغيبوبة التي تظهر أن المريض في غيبوبة بشكل واضح، وهي:
ضعف الوعي
يحدث الأمر بدرجات متفاوتة، حيث يصبح الأشخاص الذين على شفى الغيبوبة النفسية بأعراض من الذهول، والتي يمكن أن تصل لفقدان الوعي التام والأعين مغمضة بينما لا يمكن إيقاظهم.
يؤثر تلف الدماغ أو الخلل الوظيفي الذي يسبب الذهول والغيبوبة النفسية على أجزاء أخرى من الجسم.
تنفس غير طبيعي
قد يتنفس الناس بسرعة كبيرة، أو ببطء شديد ، أو بعمق شديد ، أو بشكل غير منتظم، أو قد يتغير تنفسهم بين كل هذه الأنواع.
ضغط الدم
قد يرتفع وينقص الضغط اعتمادًا على سبب ضعف الوعي، حيث إن تسببت إصابة الرأس في نزيف حاد في الدماغ، فإن الضغط داخل الجمجمة يزداد بسرعة، ويقل تدفق الدم إلى الدماغ.
انقباض العضلات
قد تظل العضلات منقبضة حين يميل الرأس للخلف مع تمديد الذراعين والساقين، والذي يسمى “الصلابة اللاإرادية” حيث تنقبض العضلات أحيانًا بشكل متقطع أو لا إرادي لمريض الغيبوبة النفسية.
تغير العيون
يمكن ملاحظة تغير حدقة العين بشكل ملحوظ، حيث تتسع إحدى بؤبؤ العين أو كلتيهما، وقد لا تستجيب للتغيرات في الضوء، كذلك قد لا تتحرك العيون أو تتحرك بشكل غير طبيعي.
التهاب السحايا
هو عبارة عن (عدوى طبقات الأنسجة التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي)، فقد تشمل الأعراض المبكرة الحمى والقيء والصداع وألم وتيبس الرقبة مما يجعل خفض الذقن إلى الصدر أمرًا صعبًا أو مستحيلًا.
مشكلات مصاحبة
تظهر بعض المشكلات الجسدية المصاحبة للغيبوبة مثل تقرحات الضغط وتلف الأعصاب في الأطراف وتجلط الدم والتهابات المسالك البولية.
اذاً ما هي مضاعفاتها
على الرغم من تعافي العديد من الأشخاص تدريجيًا من الغيبوبة النفسية، يدخل آخرون في حالة خضرية أو نباتية أو يموتون، يمكن أن ينتهي الأمر ببعض الأشخاص الذين يتعافون من الغيبوبة بإعاقات كبيرة أو طفيفة، ويمكن أن تحدث المضاعفات أثناء الغيبوبة النفسية نفسها، بما في ذلك تقرحات الضغط والتهابات المسالك البولية والجلطات الدموية في الساقين ومشاكل أخرى.
كم تطول مدة الغيبوبة النفسية؟
بشكل عام، إذا بدأ الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الوعي في الاستجابة للأصوات أو اللمس أو غيرها من المحفزات في غضون 6 ساعات ، فمن المرجح أن يتعافوا، من المحتمل أيضًا التعافي في حالة حدوث واحد أو أكثر مما يلي خلال الأيام الأولى:
تعتمد احتمالية الشفاء أيضًا على سبب ومدة ضعف الوعي ، كما يلي:
-
جرعة زائدة من المهدئ:
في الغالب يتعافى المريض ما لم يتوقف عن التنفس لفترة كافية لإحداث تلف في الدماغ.
-
انخفاض مستوى السكر في الدم:
الشفاء التام يمكن أن يحدث إذا لم يتم حرمان المخ من السكر لأكثر من ساعة.
-
إصابة في الرأس:
قد يحدث الشفاء حتى إذا استمرت الغيبوبة النفسية عدة أسابيع، ولكن ليس إذا استمرت أكثر من 3 أشهر.
-
السكتة الدماغية:
من المحتمل حدوث تلف دائم في الدماغ إذا استمرت الغيبوبة النفسية 6 ساعات أو أكثر.
-
العدوى:
غالبًا ما يكون الشفاء التام ممكنًا إذا تم علاج الأشخاص على الفور، وجود اضطراب آخر مثل داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو اضطراب في الرئة أو القلب، ولكنه إن كان شديدًا قد يؤثر سلبًا على الشفاء.
بعد توقف القلب ، يكون الشفاء التام نادرًا إذا كان لدى الأشخاص أي مما يلي:
- اضطرابات مرضية مثل اضطرابات القلب أو ارتفاع ضغط الدم أو داء السكري.
- الدخول في غيبوبة لأكثر من 6 ساعات.
- حركات عضلية غير مقصودة لا إرادية مثل تشنجات عضلية.
- الأطفال الذين لا يتفاعلون مع الضوء بعد يوم إلى ثلاثة أيام.
- النوبات التي تحدث في غضون 24 إلى 48 ساعة بعد السكتة القلبية وتتكرر دائمًا.
- إن لم يستطع المرضى من تحريك أطرافهم بعد السكتة القلبية، فإن التعافي يكون صعبًا.
هناك بعض الأشياء التي يمكن أن يفعلها الطبيب بعد إصابة المريض بالسكتة القلبية للتأكد من احتمالية التعافي:
- استخدام الأطباء التبريد لعلاج الأشخاص بعد السكتة القلبية، يحتاج 3 أيام إضافية حتى تحدث هذه الاستجابات، إذ يميل تبريد الجسم إلى الحفاظ على وظائف المخ بعد السكتة القلبية، ولكن مشكلته أنه يبطئ استعادة وظائف المخ.
- يستخدم الأطباء في بعض الأوقات اختبارًا يسمى الاستجابات الحسية الجسدية لتحديد ما إذا كان جذع الدماغ أو نصفي الكرة المخية يمكن أن يعمل، وذلك عن طريق وضع الأقطاب الكهربائية على أجزاء من الجسم، ويتم استخدام مخطط كهربية الدماغ لاكتشاف وتسجيل المدة التي تستغرقها الإشارة الكهربائية للوصول إلى الدماغ.
- يستخدم الأطباء كذلك الاستجابات السمعية وهي أصوات نقر في كل أذن لاختبار ما إذا كانت إشارات السمع تصل إلى الدماغ، وإن لم تصل إشارات الاستجابة المستثارة بشكل متكرر إلى الدماغ، فإن عمله في الغالب ما يكون ضعيفًا.
احتماليات الشفاء
- في الغالب يتعافى الأطفال والشباب بشكل أكبر من كبار السن لأن خلايا الدماغ تصلح نفسها بسرعة أكبر وبشكل كامل عند الشباب.
- بالنسبة للأشخاص الذين يظلون في غيبوبة عميقة لمدة تزيد عن بضعة أسابيع، يجب اتخاذ قرارات بشأن استمرار استخدام جهاز التنفس الصناعي وأنبوب التغذية والأدوية من عدمها.
الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب
الغيبوبة هي حالة طبية طارئة بالعموم، لذا ابحث عن رعاية طبية فورية للشخص المصاب بغيبوبة ايًا كانت حالته وعمره وجنسه.
كيف يتم تشخيص الغيبوبة النفسية
بشكل عام فإن الترتيب الذي يشخص به الطاقم الطبي الغيبوبة النفسية وعلاجه هو:
- فحص مجرى الهواء والتنفس وضغط الدم والنبض.
- قياس درجة الحرارة، حيث تشير درجة الحرارة المرتفعة إلى الحمى والعدوى، بينما تشير درجة الحرارة المنخفضة إلى انخفاض حرارة الجسم.
- فحص الجسد للبحث عن أية إصابات في حالة تعرض الشخص لإصابة خطيرة في الرأس.
- يقوم الطبيب بفحص علامات تلف الدماغ مثل التنفس غير العادي.
- يمكن أن تظهر اختبارات البول وجود السموم والسكريات.
- يساعد التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي في تشخيص إصابات الدماغ ونوعها.
تعرف ايضا علي : 7 من أسباب الأمراض النفسية
هل يمكن الشفاء من الغيبوبة؟
يعتمد تعافي الشخص على سبب الغيبوبة النفسية وشدتها، غير أن أي شخص يدخل في حالة الغيبوبة يكون معرضًا لخطر الموت، ولكن في بعض الحالات قد يكون هناك تعافٍ كامل مع عدم فقدان وظائف الدماغ، غير أنه في حالات أخرى، يكون تلف الدماغ مدى الحياة هو النتيجة، و هناك عدة علاجات معتمدة يتم استخدامها للشفاء من الغيبوبة وهي:
-
العلاج النفسي
يعد العلاج النفسي هو الأشهر والأكثر فاعلية في آن، حيث يقوم على تشجيع المريض على التواصل من جديد، ومحاولة التغلب على المرض.
-
العلاج المعرفي السلوكي
يغير هذا النوع من العلاج أشكال التفكير المؤذية لصاحبها، وبالتالي يغير من المعتقدات الخاطئة أو الأفكار الهدامة.
-
العلاج الأسري
يعتمد العلاج الأسري على وجود عائلة المريض، حيث تقام عدد من الجلسات العلاجية بصحبة عائلة المريض والمريض ومعرفة الأسباب التي أدت للغيبوبة، لحلها ومساعدة الأسرة على فهم وسائل الدعم اللازمة له.
-
العلاج بالموسيقى
يساهم هذا النوع من العلاج من استكشاف نفسه، وتحديد أفكاره، وإمكانية التعبير عنها بشكل أفضل، بجانب تحسين الابتكار لديه.
-
الأدوية
ليس هناك دواء معين يتم وصفه للغيبوبة النفسية، غير أن الطبيب يصف عدد من العقاقير المناسبة مثل:
- أدوية علاج الاكتئاب.
- مضادات القلق.
- مضادات الذهان.
اهم الاسئلة يجيب عنها فريق متخصص من دار الامل للطب النفسى وعلاج الادمان
ما هو الفرق بين الغيبوبة النفسية و الغيبوبة المصطنعة؟
ليس هناك أي فرق بين الغيبوبة النفسية والمصطنعة، لأنهما نفس النوع من الغيبوبة، غير أن التسمية هي التي ظلمتها مثل “الغيبوبة الكاذبة، النفسية” وهي تحدث بشكل خاص بعد العمليات الجراحية والتعرض لفترة طويلة من اتلخدير بسبب زيادة نسبة الأكسدين داخل الجسم، والتي تصيب النساء بشكل أكبر من الرجال.
هل مريض الغيبوبة يتنفس طبيعي؟
رغم عدم وعي المريض، إلا أن وظائفه الحيوية تظل تعمل مثل التنفس والذي يتم بشكل طبيعي خلال فترة الغيبوبة.
اقرأ ايضا:
- الدليل الكامل حول أنواع الأمراض النفسية وتأثيرها
- اليك اهم 10 اسرار في فن ادارة الضغوط النفسية والتغلب عليها
- افضل عيادة نفسية في الامارات