في 3 خطوات كيف يتم تشخيص المرض النفسي؟
باتت الأمراض النفسية تنتشر بكثرة في الأواني الأخيرة نتيجة حدوث اختلالات وظيفية سواء كانت في الجهاز العصبي المركزي أو من الناحية العقلية، حتى ينتهي الأمر بالشخص إلى أنه عاجز عن القيام بالأعمال او المهام التي تسند إليه.
ومن المعروف أن المرض النفسي ليست هناك أسباب واضحة له، كما أن إصابة الشخص به لا ترتبط بأي من العوامل الثقافية أو العقلية التي نشأ فيها هذا الشخص، وإنما في الغالب ينتشر نتيجة مرور الشخص بمجموعة من الصعوبات والتحديات التي تواجهه في حياته، بعض من هذه الصعوبات تكون مؤلمه لدرجة أنها تنتشر في عالمه الداخلي ولا يستطيع الإفلات منها، ومن ثم فإن تفاقم تلك المشكلة يؤدي إلى دخوله في دوامة المرض النفسي سواء كان ذلك متمثلا في الاكتئاب أو القلق او الذهان أو غيرها من سائر الأمراض النفسية المتعارف عليها داخل الأوساط النفسية، وربما يكون ذلك سببا ودافعا لهم يفكرون في الانتحار أو الإقدام على الموت أو حتى أذي الآخرين.
في هذه المقالة سوف نقدم بعض المعلومات المرتبطة وعلامات المرض النفسي وما هي أسباب المرض النفسي فضلا عن بعض الطرق التي يتم من خلالها تشخيص المرض النفسي.
ما هو المرض النفسي؟
هو حدوث خلل في بعض الوظائف العصبية او العقلية أو النفسية لدى شخصية الفرد تجعله عجزا عن التعامل بتلقائية كما يفعل الأشخاص الآخرون كما نجد أن المريض النفسي يقوم بإصدار مجموعة من التصرفات والسلوكيات الغريبة والتي تحيد تماما عن الاتزان، وتجعله غير قادر على الاحتكاك بالآخرين او الحكم على مقاليد الأمور بالتزامن.
3 من أسباب المرض النفسي:
1.التربية وعوامل بيئية:
لا شك أن الأسرة تلعب دورا كبيرا في تهيئة الطفل على التنشئة السليمة وإعطائه مزيدا من الثقة والقوة طيلة حياته، الأمر الذي ينعكس بدوره على نفسية الشخص وجعله قادرا على مقاومة تلك الأمراض النفسية في فترات حياتي، ولكن على النقيض الآخر إذا تعرض الشخص إلى مجموعه من الأساليب العنيف او الدكتاتورية أو السيطرة في التربية فان ذلك سوف ينعكس على نفسية الطفل وتجعله شخص مريض لا يستطيع أن يقاوم الصعوبات والتحديات التي تواجهه في حياته،وتتمثل تلك الأساليب في طريقه العقاب أو التقدير أو العقاب الجسدي والنفسي بالطفل وحرمانه من الأشياء التي يميل إليها.
كما لا ننكر الدور الحيوي الذي يلعبه الوالدان في تربية الطفل عندما ينشأ الطفل داخل بيئة مليئة بالصراعات والجدال والمشاكل داخل الأسرة، لا شك أن ذلك سوف ينعكس بدوره في المستقبل القريب على الطفل وخاصة عندما ينتهي الأمر بالطلاق بالنسبة إلى الزوجين، كل هذه العوامل تؤثر بشكل كبير في حدوث المرض النفسي للطفل.
2.التعرض إلى مجموعة من الصدمات الانفعالية:
أحد أسباب المرض النفسي والتي تصيب العديد من الأشخاص وخاصة داخل البلدان العربية هو تعرضه إلى مجموعة من الصدمات القوية التي لم يستطيع إدراكها أو يتحملها الجهاز العصبي المركزي، وخاصه عندما تكون تلك الصدمات في مراحل حياته الحالية كمرحلة المراهقة، فالصدمات من شأنها أن تنشئ صدمة نفسية تجعل الشخص غير ملتزم.
[nz_highlight color=”#0a2c69″]
وتتمثل تلك الصدمات النفسية أو الانفعالية في تعرض الشخص إلى خسارة مالية فاضحة، أو فقدان شخص قريب، أو الفشل الوظيفي في منصب أو بعض المراكز الاجتماعية، وغيرها من العديد من التغيرات التي تطرأ على حياة الشخص وتؤدي إلى حدوث المرض النفسي والاعتلالات العصبية.
[/nz_highlight]
3.أسباب وراثية:
يقصد بتلك الأسباب الوراثية هو وجود أحد الأقارب الذين تم إصابتهم بالأمراض النفسية من خلال التاريخ المرضى للعائلة، فهناك العديد من الأشخاص الذين تم إصابتهم بالمرض النفسي وذلك بسبب حساسيتهم المفرطة تجاه التعامل مع المواقف الحياتية بمختلف أنواعها، ونقصد بالحساسية في هذا الأمر هو تمكن هذا الأمر من السلام الداخلي للشخص أو عدم قدرته على إحداث أو صدور الاستجابة العكسية المناسبة للموقف، وبالتالي فان هذا الموقف يترك أثرا عميقا في نفسيته تجعله يضطرب بشكل كبير، لذلك نجد أن الجهاز العصبي لدى هؤلاء الأشخاص يتأثر بشكل كبير مقارنة بغيرهم وبالتالي فان احتمال تعرضهم إلى المرض النفسي تكون كبيرة.
كيف يمكن تشخيص المرض النفسي؟
يمكن تشخيص المرض النفسي بالتردد إلى أحد المستشفيات المتخصصة في معالجة تلك الأمراض أو الذهاب إلى إحدى المتخصصين أو الأطباء النفسيين للوقوف على طبيعة المرض النفسي ويتم ذلك من خلال ثلاث خطوات يقوم بإجرائها الفريق المعالج وهي:
- إجراء بعض الفحوصات البدنية وذلك للتعرف إذا ما كان الشخص يعاني من بعض المشكلات الجسدية والتي قد تساهم بشكل كبير في ظهور المرض النفسي على الشخص، ومن ثم محاولة معالجة تلك الأمراض الجسدية قبل العلاج النفسي.
- القيام ببعض الاختبارات المعملية التي سوف يحددها الفريق المعالج وقد تشمل تلك الاختبارات فحص وظائف الغدة الدرقية أو اختبار فحص العقاقير والكحوليات لمعرفة إذا ما كانت تلك الاختبارات قد ساهمت في ظهور المرض النفسي من عدمه.
التقييم النفسي وفيها نجد أن الفريق المعالج او الطبيب النفسي يقوم بإجراء مجموعة من الأسئلة إلى الشخص المريض، للوقوف على طبيعة الأمراض والأفكار والسلوكيات التي تنتاب المريض ومحاولة الإجابة على تلك التساؤلات للبدء بعدها في البرنامج العلاجي والوقوف على طبيعة الحالة على وجه التحديد.