أهمية الصدق في علاج الإدمان – طرق علاج الادمان
لعل أول نصيحة نقدمها لكم في علاج الإدمان أن تكون صادق مع ذاتك، وتقوم بطلب المساعدة، حيث ان الإقرار بأن المساعدة ضرورية هو جزء هام من استعادة الصحة وعلاج الإدمان، كن صادقا، لان الصدق مع العاملين والمستشارين والأطباء في مركز العلاج من الإدمان من البداية لن يسمح فقط بإنشاء برنامج علاج أكثر تخصيصًا بل سيحدد معيارًا للتفاعل يدفعك إلى الأمام.
الكذب هو سلوك إدماني خاطيء:
عندما يفكر معظم الناس عامة (غير المدمنين) حول إدمان المخدرات، قد يسألون أنفسهم لماذا أو كيف يصبح شخص ما مدمن أو ما هي الخسائر التي يتكبدها هذا الانسان، وقد لا يثقون أيضًا في المدمن الذي يرونه على أنه “شخصية ضعيفة”.
أما بالنسبة للمدمن، يختلف التفكير قليلاً، حيث يقضي حياته في الحصول على المخدرات بأي طريقة مبررا أي شيء في هذا السبيل، مع ذلك، هناك شيء ثابت واحد يعرفه الجميع بشأن تعاطي المخدرات. إنه سلوك غير قانوني وغيرشرعي، وبسبب هذا، يفضل الكثير من المدمنين إخفاء أفعالهم عن الآخرين والكذب الدائم وإنكار تعاطي المخدرات.
مثال على ذلك، هناك امرأة في الثانية والعشرين من عمرها في نيويورك اعترفت في الآونة الأخيرة بأنها مذنبة في 24 تهمة تتعلق بالسرقة والتزوير والتخطيط للاحتيال والتهم الأخرى، وقد كانت عملية احتيالها بأنها تتظاهر بأنها مصابة بالسرطان حتى تتمكن من جمع المال لتلقي العلاج، ولسوء الحظ، فإن علاج السرطان لديها يتألف من شراء الأدوية المخدرة أو الهيروين بشكل خاص.
بالنسبة لأولئك الذين ليس لديهم خبرة في إدمان المخدرات، فإن هذه القصة غير واقعية ولا يمكن تصورها، فكيف يمكن لشخص أن ينحني إلى هذا المستوى؟ ولكن بالنسبة لأولئك الذين أدمنوا، أو يعرفون شخصًا ما يعاني من الإدمان، يكون فهم هذه القصة أسهل قليلاً.
الصدق هو جزء من عملية علاج الإدمان:
في حين أن التظاهر بالسرطان لإقناع الناس بالحصول على الأموال لشراء المخدرات يعد مثالاً حقيقيا الى حد ما، فإنه يتحدث عن عدم الأمانة التى تصاحب السلوك الإدماني، ولعل الكذب على الوالدين والأصدقاء والأزواج وزملاء العمل هو طبيعة المدمن أيا كانت المادة المخدرة التي يتعاطاها، ولكن على نفس القدر من الأهمية، فإن سلوك الكذب الذي يمارسه المدمن هو نفسه الذي يؤدي الى صعوبة علاج المدمن وصعوبة إقناعه بالتوجه لتلقي العلاج، لأنه ينكر تعاطي المخدرات في الأساس، ذلك لأن الاعتراف بوجود مشكلة هي الخطوة الأولى في التغلب عليها.
دعنا نلقي نظرة على بعض الاكاذيب التي يبتكرها المدمن، ونتفهم لماذا تعتبر الصراحة والنزاهة خطوة أولى مهمة في طريق علاج الإدمان.
-
الأمور ليست بهذا السوء:
أنا أفعل هذا فقط لزوجتي/ زوجي/ عائلتي/ وظيفتي، وما إلى ذلك.
ما يتردد على مسامع المستشارين في مراكز علاج الإدمان، “لم أكن قد أدركت تمامًا إدماني” أو “أنا لا أحب أي شخص آخر هنا”.
ربما يشعر المدمن بالحرج من أفعاله ويسعى إلى التقليل من الضرر الذي لحق به وبالآخرين، أو ربما لا يريد الإفصاح عن “الأسرار القذرة” التي احتفظ به لنفسه لفترة طويلة من الزمن، ولذلك يخترع المدمن بعض المبررات التي قد تنطوي في معظم الأحيان على اشياء مبررات كاذبة.
-
أعرف، أعرف:
تحدث الانتكاسات على المخدرات في بعض البرامج العلاجية قبل تحقيق النجاح، أولئك الذين لديهم تجارب سابقة في إعادة التأهيل قد يكون لديهم فكرة أفضل عن ما يمكن توقعه وسوف يفهمون أهمية الصدق في هذه العملية، لكن قد يرى آخرون أن علاج الإدمان عملية يمكنهم “اللعب” بها، هؤلاء هم الأشخاص الذين يشعرون أنهم فوق العلاج وأذكى من المستشارين والأطباء يقولون أي شيء عند سؤالهم عن اى شيء، وهدفهم فقط هو كسب أي معركة والشعور بالتفوق، ولسوء الحظ، قد يفوزون في معركة صغيرة غير مهمة، لكنهم عادة ما يخسرون الحرب، ويخسرون صحتهم ويفشل البرنامج العلاجي المقدم إليهم.
أهمية الصدق في علاج الإدمان:
- الخطوة الأولى نحو العلاج وحل المشكلة هي الاعتراف بالمشكلة.
- الخطوة الثانية هي الكشف الكامل عن هذه المشكلة، أي شيء غير ذلك يؤدي الى تقليل فرصة العلاج وحل المشكلة.
بعض المدمنين عندما يطلب منهم مشاركة خصوصيتهم مع المستشارين عادة ما يقومون بحجب المعلومات تلقائيا، ولا يعلمون أن هذا أمر ضارجدا ومضلل في أثناء التقييم أو عملية السحب لسببين: الأول هو أنه بدون فهم واضح وموجز لوضع المريض الحالي، فإن المستشارين يواجهون عائقًا كبيرًا في صياغة استراتيجية التعافي الأولية وعمل برنامج علاجي مناسب، والثاني هو أن المدمن هنا يكون قد كون فكرة العداوة مع المستشارين ولا يريد التعاون معهم ابدا.
قد لا يرغب البعض في التحدث عن ادمانهم لسبب بسيط للغاية، هو انهم محرجون، و أفضل طريقة للتغلب على هذا تكون من خلال فهم أن الشخص الذي يتحدث إليك هو صديق لك وليس قاضيا بل هو صديق فقط، بل وربما سمع كل شيء ستقوله من قبل ولن يصدم.
الصراحة ليست سهلة، لكن الأمر يستحق:
عندما نذهب إلى الطبيب ويسألنا عن الأعراض والأسباب المحتملة لشيء ما يتسبب في إصابتها بالشلل، فإننا عادة لا ننكر السبب ولا نكذب ونرد بصدق دائما، لاننا نريد الحصول على العلاج وحل المشكلة، لذلك فنحن نعلم أنه من خلال مشاركة كل شيء مع الطبيب والحديث معه بصدق، فنحن نساعد طبيبنا بشكل أفضل لمساعدتنا على النجاح في العلاج، هذا النوع من الصدق يجب أن يكون هو الأساس في عملية العلاج من الادمان وإعادة التأهيل.
من الطبيعي أن تشعر بالخجل عند الحديث بصدق عن مشكلتك مع الطبيب، لكن اعلم أن الفوائد التي ستعود عليك تفوق بكثير ما قد يكون لدينا من تحفظ وخجل.