الحشيش والجنس – تأثيرالحشيش على الرجل والمرأة
الحشيش أصبح من أكثر أنواع المخدرات انتشارا وأصبح متوفرا في كل مكان كأنه مثل المياه الغازية في توافرها وانتشارها، وسبب انتشاره في العالم هو ثمنه الرخيص وأصبح في متناول الجميع وأيضا سهل التعاطي، ويعتبر تدخينه من أكثر الوسائل انتشارا ولكن تأثيره يكون سريعا على الجهاز العصبي وذلك لأن المادة المخدرة فيه تصل للمخ بسرعة عن طريق الرئة حتى تصل إلى الدم ومنه للمخ والجهاز العصبي.
بداية ظهور الحشيش:
يعرف الحشيش منذ زمن بعيد يقدر بآلاف السنين قبل ميلاد المسيح عليه السلام وتمت معرفته من قبل الصينيين، كما عرفه من قبل ذلك الإغريق، وعرفه أيضا الفرس، القدماء المصريين أيضا والآشوريون، وكان أول من أدخل الحشيش لجنوب أفريقيا هم هم المهاجرون وباعوه للسكان في أفريقيا وهذا ما ساعد في انتشاره بينهم.
كيفية إستخراج الحشيش:
يتم إستخراج الحشيش من نبات يسمى نبات القنب،وهذا النبات ينمو في المناطق التي تتميز بالمناخ المعتدل لكنه من الممكن زراعته في المناطق المميزة بالمناخ البارد أو المناخ الساخن ولكن على شرط يجب توفر الرعاية المناسبة لزراعته.
ويتكون نبات القنب من ذكر وأنثى فحينما تنمو النبتة الأنثى وتنضج تقوم زهرتها بفرز مادة سائلة يتم إستخراج الحشيش منها، وتسمى أوراق هذه النبتة بالماريجوانا، ويعتبر الحشيش والماريجوانا هما نفس النوع من حيث التأثير.
وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية كما أصدرت أيضا الهيئات الصحية العالمية التي تم انبثاقها عن الأمم المتحدة العديد من التقارير على الحشيش باعتباره من أكثر المواد المخدرة يتم تعاطيها على مستوى العالم.
الحشيش والجنس:
يظن أغلب الشباب أن تدخين الحشيش يقوي من قدرتهم الجنسية، ولكن ما حقيقة هذا الاعتقاد؟ وهل له تأثير على العلاقة الحميمية بين الزوجين أم لا هذا ما سنعرفه في المقال التالي:
من أسوأ العادات التي يلجأ لها الشباب تدخين الحشيش وإدمانه، وتدخين السجائر يسبب مخاطر كثيرة بسبب النيكوتين الموجودة في السجائر وتؤثر بالسلب على المخ وتتسبب في إصابة المدخن بالأمراض السرطانية في عدة مناطق من الجسم منها المعدة والرئة والقولون.
وعند إضافة الحشيش للسجائر فإن العواقب تكون وخيمة وتزداد أضرار السجائر، فنجد أن إستمرار تدخين الحشيش يؤدي لحدوث مضاعفات شديدة تؤدي للوفاة، كما أكد لنا الدكتور محمد خليل وهو أخصائي الأمراض النفسية والعصبية أن الحشيش يتسبب بالوفاة عند زيادة الجرعة أو مع الاستمرار عليه لفترة طويلة.
والسبب في ذلك هو استعجال الشباب في أخذ الحشيش معتقدا أنه يعزز من قدرته الجنسية وهذا ما نفاه الدكتور محمد خليل.
الحشيش يضعف القدرة الجنسية للرجال:
الاستمرار في تعاطي الحشيش يؤثر على هرمونات الرجولة المعروفة بالتستوستيرون حيث أن الحشيش تسبب في قلة القدرة الجنسية للرجال و تقل للنصف كما أثبتت الدراسات، وذلك يؤدي إلى ضعف الإنتصاب ومعه تقل فترة العلاقة الجنسية، وعلى العكس نجد أن هرمونات الأنوثة تزيد عند الرجل وهذا ما يتسبب في حدوث تشوهات الحيوانات المنوية.
مع كل هذه الأضرار نجد أن الحشيش يسبب في الهلوسة وعدم تقدير الوقت والشعور به، وتحدث تغييب للجهاز العصبي في جسم الرجل وتقلل عنده الشعور بكل ما حوله، ولذلك يعتقد المتعاطي بأن فترة العلاقة الجنسية أخذت وقت طويل جدا.
ويظن أن قدرته قد زادت الضعف وهنا نجد أن المرأة في هذه الحالة تخشى من الإعتراف للرجل بذلك وبأن عنده ضعف جنسي ولذلك يظن أن عنده فحولة رهيبة ويظل يعتقد ذلك حتى يفقد القدرة الجنسية له.
والهلوسة التي يسببها الحشيش ما هي إلا تخيلات يصنعها للمتعاطي بأن لديه قدرة جنسية عالية و انتصاب قوي والعكس فإنه يسبب ضعف القدرة الجنسية وضعف القدرة على الإنتصاب حتى تنعدم القدرة الجنسية تماما.
وقد أجريت العديد من الدراسات التي تساعد في معرفة آثار الحشيش على كل من الرجل والمرأة، حيث تمت متابعة 800 رجل ومتابعة 500 امرأة تبين أن الحشيش يساهم في شهورهم من السعادة الجنسية وقت العلاقة بالرغم من أثاره السلبية على القدرة الجنسية والإنتصاب ووصول الرجل والمراة لذروة اللذة والمتعة الجنسية.
ويتسبب أيضا إدمان الحشيش لشعور الرجل بحالة مزاجية تيمي الانبساط المزاجي وهذا ما يجعله يشعر بالسعادة مع الآخرين والراحة وبذلك يقتنع أن فترة العلاقة الجنسية قد طالت أكثر وأصبحت لديه قدرة عالية على ملامسة المرأة أثناء العلاقة.
وأثبتت العديد من الدراسات التي أجريت في هذا المجال أن إدمان الحشيش والماريجوانا يؤثر بالسلب على هرمونات الذكورة حيث أنها تقلل من نسبة إفرازها، وبالنسبة للنساء فإنها تقلل من إفراز هرمون يسمى بهرمون البرولاكتين.
كما لهم تأثير على الخصوبة عند الرجل والمرأة من خلال تقليل إنتاج الحيوانات المنوية عند الرجل من ناحية المدة وحيوية هذه الحيوانات، وتزيد من إنتاج حيوانات منوية مشوهة مما ينتج عنها أجنة مشوهة، والأسوأ هو التأثير السام ومباشر على خلايا الخصية عند الرجل و خلايا المبيض عند المراة.
وذلك سبب أساسي في حدوث العقم وبالتالي تضطرب الدورة الشهرية عند النساء وولادة أجنة بها تشوهات خلقية صعبة العلاج إذا تم تعاطيه أثناء فترة الحمل، وهذا كله بالإضافة إلى تليف في خلايا المخ وخلايا الأعصاب بالإضافة أيضا إلى عدم التركيز اثناء العلاقة الجنسية.
ونجد أن أكثر الأنواع المنتشرة في مصر هو الحشيش وذلك لرخص ثمنه وتوفره في متناول الشباب حيث أنهم لا يعرفون أنهم قد أدمنوا ولا يريدون الاعتراف بذلك ويصرون على ان الموضوع بسيط جدا ولا يسبب أي ضرر سواء للرجال أو النساء.
وذلك يأتي بسبب توافر هذه الحبوب المخدرة والحشيش ويدخل في ضمن المنشطات الجنسية دائما ما تكون متوفرة في الصيدليات ومع بائعين الحشيش الذين يتوفرون دائما في مختلف أنحاء العالم وليس في مصر فقط، وجدير بالذكر أن البانجو ليس له أعراض انسحاب عند توقف المدمن عن تعاطيه على عكس مخدر الهيروين، مما يجب عند العلاج لابد من إتباع برنامج علاجي خاص.
وهذا البرنامج الذي يتم وضعه لعلاج مدمنين الحشيش وغيره تكون بدايتهم مع الحشيش وهو يساعدهم في تجربة العديد من الأنواع الأخرى حتى يتطور الأمر مع المتعاطين لإدمان الترامادول ونوع آخر يسمى الكبتاجون حتى يصلوا إلى الهيروين ثم الكوكايين والسبب كله يرجع لإدمان الحشيش.
فوائد الحشيش:
على جانب أخر نجد أن الحشيش له فوائد فهو نبات مفيد يعمل كمضاد للإلتهابات حيث أنه يساعد بشكل كبير في علاج إلتهاب المفاصل كما اكتشف العلماء هذه الفائدة حيث يتم إستخراج الحشيش من نبات القنب وهو أيضا يتم استخراج المواد المفيدة التي تساعد في علاج الكثير من الالتهابات وتخفيف الآلام، كما يساهم في علاج الغثيان والقيء وبالأخص في الحالات التي تعاني من مرض السرطان.
الحشيش والجنس وتأثيره على الرجل والمرأة:
يقع الكثير من الشباب من محبي السفر في فخ يضعه تجار المخدرات ليقعوا فيه وهو إقناعهم بأن الحشيش يضاعف من شهوتهم الجنسية ويجعلهم يشعرون بمتعة أكبر أثناء العلاقة ما يؤدي طول فترة الجماع وذلك لا دليل له من الصحة وإنما هي محاولة تعاطيهم الحشيش.
والحقيقة أن الحشيش يسبب في انخفاض مستوى هرمون التستيرون وهو هرمون الذكورة المتواجد في الدم عند الرجال وذلك يترتب عليه ظهور علامات الأنوثة عند الرجال ويحدث تضخم الثدي عند الرجل والأخطر من ذلك الضعف الجنسي.
وكل ما يفعله الحشيش ماهو إلا صنع خيالات للمتعاطي بأنه قادر جنسيا ويفقد الإحساس ويتوهم بأنه قادر على إطالة العملية الجنسية ، وذلك يحدث بسبب إخماد الأعصاب المسئولة عن الانتباه وتضعف قدرتها ولا تجعلها تشعر بالإحساس واللذة والمتعة في العلاقة الجنسية.
ومع الاستمرار في التعاطي يضطر المدمن زيادة جرعة من الحشيش حتى يشعر بمتعة ولذة جنسية أكثر، وبذلك يقضي المتعاطي على نفسه وعلى قدرته الجنسية الحقيقة ويقضي على شهوته وعلى أعضائه التناسلية المسئولة عن العملية الجنسية .
وأخيرا بعد كل هذه الأعراض يكون قد قضى على حياته الزوجية فيصبح غير قادر على أداء دوره في العلاقة بسبب الضعف الذي يحدث له نتيجة إدمانه مما يسبب العديد من المشاكل الزوجية التي تنتهي بالطلاق والعديد من المشاكل النفسية التي تنتهي في الغالب بإنتحار المدمن عندما يتمكن منه الحشيش بشكل كامل.
أعراض ترك الحشيش أو المخدرات:
وعند ترك الحشيش يحدث الكثير من الأعراض الجسدية والنفسية التي تحدث للمتعاطي عند توقفه عن التعاطي وبالأخص في الفترات الأولى لترك الحشيش وتسمى هذه الفترة بالمرحلة الاعراض الإنسحابية وهذه الفترة تشكل دور كبير في رجوع المتعاطين للحشيش والمخدرات مرة أخرى يتوقف عليها أشياء كثيرة مما يسبب في معاناة شديدة للمدمن ويشعر بتعب شديد نتيجة انسحاب المخدر من الجسم.
وينتج عن التوقف عن إدمان الحشيش عصبية زائدة وشعور المدمن بالاكتئاب ولذلك من ضمن خطة العلاج وجود عقاقير طبية مضادة للإكتئاب، ويحدث أيضا اضطرابات في النوم وأرق ومن الممكن أن لا يستطيع المدمن النوم لأيام متتالية من أثر انسحاب المخدر من الجسم.
وحتى يتخلص المتعاطي من كل هذه الأعراض فيجب عليه الإصرار لأن يتعافى تماما من المخدر وتكون عنده القدرة على ذلك ويبدأ في العلاج النفسي لأنه يعتبر جزء أساسي من علاج الإدمان ولا غنى عنه أبدا ويكون العلاج النفسي لفترة قصيرة ولا تستمر حتى يستطيع المدمن اكتساب قوته من جديد عندما يتخلص من هذا السم من جسده نهائيا ويولد من جديد كإنسان جديد.
علاج الادمان من الحشيش من المخدرات بشكل كامل:
يجدر بالذكر أن علاج إدمان الحشيش يجب أن ينبع من داخل المتعاطي ورغبته في العلاج منه وذلك عن طريق ذهابه إلى مصحات العلاج النفسي وعلاج الإدمان، ويوجد مراكز لعلاج الإدمان وهي تساعد المدمن من التخلص من الحشيش في فترة صغيرة.
وفترة العلاج تكون مضمونة وسريعة وذلك عن طريق نظام يتم تطبيقه على المعاطي من خلاله يستطيع الإستغناء عن المخدر اختفائه من الدم، وهذا البرنامج يساعد على سحب الحشيش والمخدر عامة من الجسم، ولكن في الغالب يحتاج المتعاطي لأخذ عقاقير طبية متخصصة لعلاج الإكتئاب ويستمر عليها طول فترة العلاج.
ويحتاج المدمن أيضا العديد من الأدوية التي تساعده على التخلص من السموم المتواجدة في الجسم وذلك كله يتم تحت إشراف طبي كامل و بجرعات مضبوطة حتى يتم تخليص الجسم من السموم نهائيا بدون رجعة للإدمان مرة أخرى.
وبعد العلاج والشفاء من المخدر نهائيا يحتاج المريض للتعامل الجيد معه وعدم نبذهم من المجتمع وعدم معايرته بـ إدمانه حتى لا تحدث له أزمة نفسية جديدة يترتب عليها رجوعه للإدمان مرة أخرى لأنه عندما يعود للإدمان مرة أخرى سوف يعود له بطريقة أكثر شراهة.