التامول القاتل وعلاجه
يعد التامول إسم آخر مخدر الترامادول فهو ينتمي إلى العقاقير المخدرة. يستخدم في تسكين الآلام الشديدة كآلام العمليات الجراحية و ما بعدها مثل آلام الولادة القيصرية و نحوها حيث يعمل على تثبيط مستقبلات الألم في الجهاز العصبي حيث ويستخدم في الغالب لتسكين آلام مرضى السرطان والأورام الخبيثة.. يباع على هيئة أقراص 200 ملغ, و لا يعالج أعراض التسمم لكن استخدامه يجب أن يكون طبقاً بجرعات محددة و بالطبع تحت إشراف الطبيب حيث أن الإكثار منه يؤدي إلى الوصول لمرحلة الإدمان.
التامول هو نفسه مخدر الترامادول و أن هذه المسميات ما هي إلا أسماء تجارية مختلفة لنفس المنتج و نفس المادة. و هناك العديد من الأسماء التجارية التي تطلق على التامول منها: التراماجاك و الترامنديل و الكونترامال و قد انتشر تناولها مؤخراً بشكل كبير وظهرت أنواع صينية منها تعتبر أكثر ضرار و غير أصلية.
و هو مركب شبيه بالأفيون كما يعمل في الدماغ على مستقبلات الأفيون.
كيفية استعماله:
يمكن استخدامه عن طريق الحقن الوريدي عن طريق جرعات من 50 إلى 100 ملغ و يكون عمر النصف له من خمس إلى سبع ساعات يومياً و يكون اطراحه كلوياً بشكل أساسي.
أضراره:
من أكثر أضرار التامول شيوعاً:
- تشتت الانتباه و قلة التركيز
- آلام في المعدة مع وجود اضطرابات في الهضم.
- الشعور بدوخة وغثيان.
- انخفاض ضغط الدم و عدم استقراره.
- تناول جرعات كبيرة يؤدي إلى إتلاف الكبد.
- تنميل في الأطراف و أحياناً في العضو الذكري.
- يعمل على المدى البعيد على ارتخاء العضو الذكري لدى الرجل.
- يعمل على تدمير الأجهزة العصبية حيث أنه يعد أفيوناً صناعياً.
- هلوسة, صداع, نعاس, إمساك, زغللة في الرؤية.
- طفح جلدي, انتفاخ, صعوبة في التنفس في حالات نادرة, متلازمة ستيفن جونسون.
- ميل للانتحار.
- الاكتئاب و ذلك على المدى البعيد.
- يقلل من الشهية تجاه الطعام.
- يسبب هشاشة العظام.
- يؤدي إلى تثبيط الجهاز العصبي و التنفسي.
- يؤدي إلى حدوث تشنجات للأشخاص المعرضين لذلك لمرضى التشنجات الحرارية و مرضى الصرع.
موانع استخدام التامول؟
يمنع استخدام التامول في العلاج عند المرضى الذين لديهم حساسية من استخدامه, التسمم الحاد بالكحول حيث يمنع استخدامه مع الكحوليات( الخمر) لأنه يضاعف من تأثيرها وفاعليتها, من لديه حساسية تجاه المهدئات بالإضافة إلى مرضى الكلى أو الكبد حيث أنه ثبت وجود أضرار بالغة منه على الكلى والكبد بالإضافة إلى الحمل و الرضاعة.
في حالة يستخدم كعلاج:
- في حالة استخدامه كعلاج طبي لتخفيف و تسكين الآلام لا ينصح بأخذ جرعات تفوق 400 ملغ في المرة الواحدة وخلال 24 ساعة.
- كما أن إعطاء الدواء يكون بحذر شديد في حالة علاج المريض بأدوية مضادات اكتئاب.
- من الأفضل وصف جرعات مناسبة للمريض و ملائمة له من أجل ضمان عدم التعود عليها وعدم حدوث إدمان عليه مع تسهيل عملية التوقف عن تعاطيه و الذي يصاحبه بعض الأعراض كارتفاع ضغط الدم و العرق و الأرق و التقلصات العضلية وأزمات في التفكير و حكة جلدية و جفاف في البشرة في بعض مناطق الوجه كما قد يصاحبه بعض الحركات العدوانية اللاإرادية.
ينصح بعدم الاعتماد بشكل طويل و دائم على تناول التامول كنوع من المسكنات حيث أن تناوله على المدى البعيد و من ثم توقفه من شأنه أن يسبب هذيان و ميل للقيء و إسهال و صعوبة في التنفس فضلا عن الهلوسة. لذا فقد تم إدراجه تحت فئة الجدول الثاني للأدوية و لا يسمح للصيدلي بصرفه إلا بروشتة خاصة و معتمدة من الطبيب المعالج.
التامول و التدخين:
إن تناول التامول و الترامادول من قبل الأشخاص المدخنين له أضرار بالغة الخطورة حيث أن التامول و الترامادول تزيد من الشخص على التدخين و تفتح شهيته عليه و تجعل طعمه مستساغاً مما يؤدي إلى التدخين بشراهة فيزيد نسبة إصابة المدخن بمرض سرطان الرئة و في وقت قصير.
الجانب الجنسي ومدى تأثير التامول عليه:
عُرف التامول و الترامادول في الآونة الأخيرة بقدرته العالية على تأخير القذف مما يؤدي لإطالة مدة الجماع و ذلك عن طريق إعادة نقل مادة السيروتونين إلى الموصلات العصبية وهى نفس الفكرة التي تعمل بها عدد من أدوية الاكتئاب التي تؤدي لتأخير القذف لإطالة عملية الجماع… الأمر الذي حثّ الجهات الصحية على وضعهما على قائمة أكثر الأدوية خطورةً و ذلك لأنها تسبب إدماناً فضلاً عن تسببهما في الفشل الكبدي و الكلوي.. ففي البداية يكون الترامادول والتامول ملاذً للنشوة الجنسية ثم في النهاية ينتهي الحال مستخدميهم إلى الوصول لمرحلة الإدمان حيث يستمر المريض في تزويد الجرعة تدريجيا إلى أن يصل للتأثير المطلوب كما أنه إذا قام بقطعه فجأة تنتابه آلام رهيبة و اكتئاب حاد قد يؤدي إلى الموت.
و من هنا نجد اختلاف أسباب تناول التامول ومنهم من قد يستخدمه للجنس و منهم من قد يستخدمه لتحمل ظروف العمل الشاقة أو كمسكن للآلام أو الصداع أو كمضاد للاكتئاب أو لتحمل المجهودات البدنية الشاقة لكن هؤلاء جميعا يجدون أنفسهم في نهاية المطاف في طريق واحد هو طريق الإدمان الذي يصعب في كثير من الأحيان علاجه و الخروج منه.
أضرار التامول على المخ:
يعمل على تفعيل المواد الأفيونية في الدماغ فعندما يبدأ مفعول التامول في العمل ينتج مادة الأندروفين فتقوم هذه المستقبلات بالعمل مما يؤدي إلى الشعور بكل هذه الأحاسيس و المتعة كما تخفف الآلام. لكن هذه السعادة المكتسبة هي في الأصل سعادة كاذبة و تؤدي مع الإدمان إلى عملية تلف كاملة للمخ والدماغ. المخ هو الجهاز الأكثر حساسية في الجسم كما أنه مسئول عن تنفيذ الوظائف الأكثر تعقيداً. فقد خلق الله أجسامنا كاملة و صحيحة لا ينقصها شيء و عند القيام بإدخال مواد غريبة و زائدة عليها فإن ذلك سوف يؤدي إلى حدوث خلل فيها بشكل عام و في الدماغ و المخ بشكل خاص.
كيف يؤدي تناول التامول إلى الإدمان؟
عند تناول جرعات التامول في كل مرة سوف يعتاد الجسم عليها وعند الثبات على نفس مستوى الجرعات لن تقوم بإحداث أية فروق أو تأثير لذا يلجأ الشخص إلى زيادة نسبة الجرعة حتى يحصل على المتعة المطلوبة والتأثير المنشود. و عند القيام بتزويد الجرعة فإن ذلك يسبب بدوره إغلاق بعض المستقبلات في الدماغ أو خفض كبير في مستوى الأندروجين التي يتم إنتاجها مما يؤدي إلى الشعور بالاكتئاب. و حتى تقوم بمواجهة المتعة و الهلوسة فإنه يتحتم على الشخص المتعاطي زيادة الجرعة في كل مرة مما يؤدي للوصول إلى الإدمان.
إدمان التامول:
بدأ العلماء و الباحثون المعنيون في مراكز السموم بدراسة تأثير التامول و الترامادول و قياس نسبة مستخدميه. فمنذ عام 2007 لوحظ ارتفاع واضح لحالات تناول التامول و الترامادول و سجل ارتفاعا ملحوظاً لعدد مدمنيه. فقد قام مدمنيه بنشر ثقافة واسعة و قد وُجد لثقافتهم رواجا واسعا للأسف بين بعض الأوساط.. فنشروا بعض خلطاتهم مع المهدئات للتغلب على آثاره الجانبية كالرعشة و تسارع نبضات القلب و التوتر و القلق و ارتجاف العضلات و بالطبع فإن الخلطة الأقوى و الأكثر قوة هي خلطته مع الفياجرا و ذلك لتحسين الأداء الجنسي والوصول إلى النشوة الجنسية.. و للأسف فقد لاقى ذلك رواجاً واسعا خاصة في الأوساط الشعبية و ذلك من بعض الصيادلة عديمي الضمير الذين يبحثون بشكل أساسي عن الربح غير مهتمين لما يسببونه للناس من أذى.
أما عن اسمه فهو يعرف بين أوساط البلطجية ببرشام الفراولة و ذلك بسبب لونه الأحمر.. كما أنه يعتبر الملاذ الأول بسبب اعتدال سعره فحينما يضيق الحال لمدمني الهيروين و الكوكايين يلجؤون إلى التامول و الترامادول بسبب أن أسعارها في المتناول.
و قد أثبتت الدراسات والتتبع حالات الأشخاص الذين تعاطوا التامول لفترة طويلة بغرض تحسين ممارسة الجنس أن القدرة الجنسية لديهم تضعف بعد فترة و يؤدي التعود عليه لمدة طويلة إلى وجود خلل في عملية الانتصاب و القدرة الجنسية.
التامول و تناول جرعات كبيرة منه:
تم تسجيل حالات كثيرة أدى تناول كميات وجرعات كبيرة من التامول إلى قتلها.. فتناول كمية كبيرة من التامول يؤدي إلى حدوث قصور في التنفس, ارتخاء في العضلات الهيكلية, انخفاض حاد في ضغط الدم مما يؤدي لحدوث هبوط, تشنجات, تباطؤ في نبضات القلب, ضيق في حدقة العين, برودة في الجسم و قيء.
أصدر المركز النيوزيلندي لرصد الدراسات الجانبية للأدوية تقريراً أفصح فيه عن معلومات عن هذا العقار و الذي ينتمي على مجموعة الأدوية تعرف بالأدوية القاتلة و تطرق من خلاله عن ضرر الأعراض الجانبية الحادة التي تصاحب تعاطي التامول مما يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة السيروتونين كذلك خطورة الإصابة بنوبات الصرع التي تصاحب تناول عقار التامول.
علاج ادمان التامول :
يجب أن يتم علاج الشخص المصاب بإدمان التامول تحت إشراف طبي متخصص في أحد مراكز علاج الإدمان حيث يسير المريض على خطة علاج في مدة زمنية محددة قد تختلف طولاً و قصراً تبعاً لعدة عوامل منها حالة المريض ودرجة إدمانه وقوة إرادته.. تنقسم هذه الخطة إلى عدة مراحل:
مرحلة سحب السموم من جسم المريض:
يتم في هذه المرحلة سحب التامول من جسم المريض تدريجياً و قد يمتد العلاج في هذه المرحلة إلى أسبوعين و فيها يتناول المريض بعضاً من المهدئات التي تعطى له تحت إشراف الطبيب المعالج.
مرحلة العلاج النفسي:
يتم فيها متابعة المتعافي من الإدمان لضمان عدم العودة إليه مجدداً حيث أن هناك بعض المدمنين يصابون بالاكتئاب أثناء العلاج و منهم من قد تضعف إرادته و يحاول العودة لتناوله مجددا. و في هذه المرحلة يتم استشارة الطبيب النفسي كما يكون متابعاً للحالة بكل تفاصيلها.
مرحلة التأهيل:
و هنا يعود الشخص المتعافي من الإدمان إلى ممارسة أنشطة حياته اليومية بشكل طبيعي لكن تحت متابعة وملاحظة الأطباء المختصين و النفسيين.
تعد قضية التامول كارثة صحية يجب التصدي لها ومحاربتها بكل الطرق.