كيفية اختيار أفضل برنامج للعلاج من الهيروين ؟
لا يزال وباء الهيروين يسيطر على دول العالم وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يقدر عدد الأشخاص الذين يعانون من تعاطي الهيروين بنحو 467 ألف شخص اعتبارا من عام 2014، وذلك وفقا لمراكز مكافحة الأمراض المتعلقة بالإدمان والوقاية منها. واضاف التقرير ان 11.2٪ فقط من الأفراد يحصلون على علاج الادمان من الهيروين في المراكز المتخصصة بعلاج الادمان. ويذكر أنه داخل المرافق نفسها التي تهدف إلى معالجة إدمان الهيروين، يمكن أن تختلف نوعية الرعاية والعلاج المقدم اختلافا كبيرا. لذلك فمن الأهمية بمكان أن تكون على علم جيد بمادة الهيروين ومكوناتها وخصائصها.
يجب أن تتعرف على كيفية علاج مريض الهيروين، ولتتعرف على هذه الامور تابعنا خلال السطور القليلة القادمة.
اختيار أفضل برنامج للعلاج من الهيروين:
إن العثور على البرنامج المناسب بالنسبة لك في طريقك للعلاج من الهيروين هو الخطوة الأولى نحو علاج ناجح حيث تتعدد برامج علاج الإدمان بوجه عام ولكن هناك بعض الخصائص المشتركة بين هذه البرامج جميعها نلخصها فيما يلي:
1. معالجة الهيروين الصحيحة تبدأ بتقييم فردي لكل مريض:
في الواقع ينبغي أن تبدأ المعالجة الفعالة لإدمان الهيروين بتقييم شامل للفرد.
ذلك من خلال فهم الاحتياجات النفسية للشخص، والحالة الطبية، والرغبة في الرجوع الى العيش حياة صحية سليمة من جديد، ويساعد ذلك التقرير الطبيب في وضع برنامج العلاج المناسب للمريض المدمن الماثل أمامه، ويشمل ذلك تقييما شاملا لما يلي: الصحة البدنية للشخص والظروف الطبية المتواجدة بالفعل والتاريخ العائلي والاجتماعي للمدمن والحالة النفسية والوضع العاطفي للمريض والعوامل النفسية والاجتماعية التي أدت بالمدمن إلى الوقوع في فخ الإدمان.
2. مدى اعتماد الشخص أو المريض على الهيروين:
يتطلب علاج الإدمان على الهيروين أيضا فهم الاختلافات بين الاعتماد البدني و الاعتماد النفسي على المخدرات.
حيث يتطور الاعتماد الفسيولوجي للمريض على المادة المخدرة عندما يتعاطى الشخص الهيروين لفترة طويلة من الوقت أو لعدة مرات، مما يؤدي إلى زيادة أعراض الإنسحاب عندما يفكر الشخص في التوقف عن تعاطي الهيروين.
ويذكر في هذا الإطار أن الإدمان يتميز بسلوك قهري الى حد كبير، ولذلك فهو يحتاج الى فترة للتخلص منه وعادة ما يتطلب علاج نفسي على المدى الطويل، لأن ذلك يساعد الشخص على تعلم مهارات التكيف الجديدة لمعالجة الصراعات العاطفية و النفسية التى تحيط به.
في كثير من الحالات، يتطور الإدمان نتيجة لمشاكل عاطفية أو نفسية مؤلمة لم يتم التعامل معها بشكل صحيح. ويمكن أن يشمل ذلك:
قضايا العلاقة والشعور بالكآبة والقلق والتعرض لصدمة لم تحل، أو غيرها من العوامل التي تجعل الشخص يشعر بالحزن والوحدة. في هذه الحالة، يمكن أن يكون استخدام الهيروين استجابة ذاتية من الفرد في سبيل علاج الألم العاطفي الذي يصيب الإنسان.
لعل فهم الأسباب الكامنة وراء الألم هو المفتاح لكشف مشكلة الإدمان والذي يسهل كثيرا في العلاج.
3. إزالة السموم من الجسم:
من الجدير بالذكر ان طب الإدمان هو مجال معقد بشكل كبير، لأنه يتعلق بالتغيرات الفسيولوجية وكيمياء الدماغ.
حيث أنه يمكن أن يؤثر الجهاز العصبي غير السليم وغير المتوازن على الفرد جسديا وعاطفيا، وبالطبع فإن التأثير الذي يتركه المخدر على الدماغ يكمن في التأثير على الجهاز العصبي للإنسان، ومن الضروري جدا البدء في مرحلة إزالة السموم من جسم المدمن بشكل مبدئي ومبكر حتى يستطيع المدمن إكمال باقي مراحل العلاج بسلام وأمان.
تتضمن البرامج التي يتم تنفيذها داخل مستشفيات ومراكز العلاج من الإدمان حصول المرضى المدمنين على كامل الخدمات وتضمن أيضا حصول المرضى على التقييمات الطبية والتدخلات التي قد يحتاجونها للحصول على تجربة آمنة ومأمونة لإزالة السموم من الجسم.
كما أن الحصول على الدعم الطبي الكافي في مرحلة انسحاب الهيروين يزيد من احتمال نجاح عملية التخلص من السموم والبدء في حياة خالية من المخدرات.
4. أعراض انسحاب الهيروين:
الانسحاب هو واحد من أكثر المراحل صعوبة في علاج الإدمان على الهيروين والسبب الرئيسي هو إمكانية العودة الى الانتكاس في هذه المرحلة، ومن الصعب جدا التعامل مع المريض في هذه المرحلة الصعبة، ولذلك يحتاج المريض إلى دعم طبي نفسي وديني وجسدي متميز ومكثف لاتمام هذه المرحلة بأمان. ولعل دعم المريض المدمن في هذه المرحلة هو حجر الزاوية للعلاج الجيد.
من الجدير بالذكر أن المدمن على اى مادة مخدرة يعانى من أعراض الانسحاب وليس المدمن على الهيروين فقط، ومن الممكن السيطرة على هذه الأعراض بالمعاملة المناسبة والثقة المتبادلة بين المريض والطبيب المعالج له، وتوفير بيئة مناسبة للعلاج ايضا داخل مستشفيات ومراكز العلاج المتخصصة، والمتواجدة في أنحاء الجمهورية بشكل كبير.
5. العلاج الجيد يحدد الرعاية اللاحقة الكافية التي يحتاج اليها المريض:
يعد التخلص من السموم هو الخطوة الأولى في التغلب على إدمان الهيروين.
مع ذلك، فإن أي برنامج علاج جيد يتضمن تقييما ومناقشة كاملة ومتكاملة مع المريض المدمن حول المساعدة العاطفية والنفسية والرعاية اللاحقة التي يحتاجها المريض، وتتيح برامج المعالجة الجيدة للهيروين فترة تعديل نفسية بحيث يمكن مراجعة ومناقشة خطة الرعاية اللاحقة بدقة، وينبغي بعد ذلك أن تقرر الرعاية اللاحقة بمجرد الانتهاء من تقييم دقيق من قبل أخصائي الصحة العقلية والنفسية.
حيث انه غالبا ما تتداخل وترتبط القضايا العاطفية مع إدمان و تعاطي المخدرات لأن الأفراد يحاولون التداوي الذاتي النفسي من خلال تعاطي المواد المخدرة، ويجدون فيها الملجأ الوحيد والمفر الوحيد لهم، وتجعلهم هذه المواد يشعرون مؤقتا بالإغاثة والراحة من الاكتئاب أو القلق أو الأعراض الأخرى الشديدة.
إن ظروف مثل الاكتئاب والقلق واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يمكن أن تجعل الحياة اليومية مرهقة ومجهدة وصعبة جدا، ذلك إذا لم تعالج بشكل صحيح، والتشخيص المناسب لحالة الفرد من الممكن ان يؤدي الى علاج ناجح.
6. برامج علاج ادمان مخدر الهيروين:
إن برنامج العلاج الجيد من الهيروين، يؤسس لكم مسار ثابت للعيش حياة خالية من المخدرات بعد إتمام البرنامج.
يبدأ إنشاء هذا البرنامج من خلال توفير الاحترام والتفاهم بين المدمن والطبيب أو الأطباء المساعديين، وذلك من الأيام الأولى من العلاج من الإدمان ويستمر لبقية رحلتك في العلاج من الإدمان.
تتعدد برامج العلاج من الإدمان بوجه عام، فهناك برامج علاجية تعتمد على العلاج طويل الأجل وهناك برامج تعتمد على العلاج قصير الآجل وهناك ايضا برامج تعتمد على العلاج متوسط الأجل، واختيار برنامج محدد من هذه البرامج العلاجية يعتمد على بعض الأمور والعوامل، ويجب أن يكون ذلك الاختيار من قبل طبيب مختص في علاج إدمان الهيروين.