رحلة علاج التدخين قبل التحول للإدمان
يُعد التدخين هو من أكثر الادمانات إنتشاراً في العالم أجمع نظراً لتوفره في جميع المحلات وسهولة الحصول عليه وسعره المعقول نسبياً والموجود في متناول أيدي الجميع.
وهي مشكلة عالمية تواجه كل شخص بوجه خاص وكل أسرة أفرادها بشكل عام وذلك لخطورته البالغة وتأثيره علي الصحة البدنية للفرد ولا يتوقف تأثيرها علي هذا فقط وإنما قد يصل إلى المجتمع لما ما له من تأثيرات تندرج تحت المصطلح المُسمي بالتدخين السلبي، ويُعد التدخين أصلاً هو السبب الرئيسي لمرض العصر وهادم أحلام الكثير من الشباب المرض الخبيث اللعين مرض السرطان وسنحاول في السطور القادمة إستعراض هذه المشكلة بخطوطها العريضة وتفاصيلها الدقيقة وكل ما يندرج في هذه المشكلة من أسباب وعلاج وحماية المُتعافي من الإنتكاس والرجوع إلى التدخين مرة أُخري.
تُعد مشكلة التدخين الأساسية التي يُعاني منها كل مُدخن هو محاولاته الكثيرة مراراُ وتكراراً في ترك هذه العادة السيئة والمنبوذة لكن للأسف فإن كل محاولاته تبوء بالفشل التام فيراوده شعور انه هذا ضعف منه أو أنه مُصر علي هذه العادة السيئة التي اكتسبها لكن فما تكتسب مع الوقت يضيع أيضاً بالمحاولة بالبعد عنه ولكن ليس في عشية وضحاها ولكن مع الوقت أيضاً وفي السطور القادمة سنحاول استعراض المشكلة كاملة لنصل بفضل الله وتوفيقه إلى الحل المرجو.
تًعد مشكلة التدخين في الأساس من المشاكل الدائمة التي تندرج تحت بند الإدمان وذلك لما يُفرز من مادة كيميائية عند القيام بتدخين السيجارة وهي مادة النيكوتين لذلك فهو من الناحية الطبية كما أوردته مؤسسة الطب العالمية فإنه نوع من أنواع الإدمان مثله مثل أي نوع آخر يحتاج إلى علاج خطوات يتبعها المُدخن يستطيع تركه.
رحلة الفرد من التدخين بصورة بسيطة إلى الإدمان:
أولاً العامل النفسي المؤثر أصلاً بصورة شبه رئيسية علي جميع تصرفات الفرد اليومية خلال بومه والذي يستخدمه الكثير من الدول كعامل ضغط لغزو دول وبلاد أُخري والسيطرة عليها دون حروب، تشكل السينما والمسرح جزء أصيل في تشييد وبناء المجتمع لذلك كانت الأفلام السينمائية التي تحتوي على مشاهد يُدخن المُمثلين فيها السجائر دوراً كبيراً في تحفيز وإعطاء الجرعة المعنوية له للتجربة وأيضاً حتي لا ننسي في الإعلانات التجارية دوراً كذلك فيقوم الدور بالتجربة ليدخل إلى دائرة الإدمان ولا يستطيع الخروج منها إلا بصعوبة بالغة.
- يلعب دور الرابط الرطب للفرد في المجتمع دورً مهماً في دخول الفرد إلى دائرة إدمان التدخين حيث ترتبط البدايات الأولى للتدخين ببعض الذكريات الحسنة إلى حد ما بالنسبة له التي تمنحه شعور جيداً تدفعه إلى الماضي قدماً ومواصلة عادة التدخين.
- إستخدم التدخين كوسيلة للفرد للهروب من الواقع الذي قد يكون في بعض الأحيان واعتبار التدخين هو وسيلة لتفريغ الطاقة السلبية المتراكمة داخله والتي تمنحه الإحساس بالضيق والعزلة والوحدة.
- كما قلنا فإن التدخين في الأصل هو عبارة عن نوع من أنواع الإدمان ناتج بسبب حرق مادة التبغ الموجودة في السيجارة التي يُدخنها الفرد، حيث ينتج عن حرقها مادة النيكوتين التي تؤثر على العديد من الوظائف الحيوية بجسم الفرد وأولها وأهمها هو المخ حيث يؤثر علي ويجعله يقوم بإفراز مادة تمنح الفرد إحساساً رائعاً بالمتعة بالإضافة إلى الارتياح والهدوء وتجعله يحس بالتركيز والإستيقاظ. وطبعاً مع هذه العادة واستمرارها فعند انقطاع الفرد عنها يطلبها الجسم مما يدفع الفرد إلى الرجوع إلى التدخين مرة أخرى.
الأمراض الناتجة عن التدخين:
- الأمراض الرئوية: مثل الإصابة بمرض الالتهاب الرئوي وحدوث تورم مزمن في القصبة الهوائية وحدوث ضيق في التنفس وغيرها من الأمراض الرئوية والتنفسية التي قد تُصيب الفرد نتيجة للتدخين.
- الإصابة بمرض السرطان: يرتبط التدخين إرتباطاً وثيقاً بمرض السرطان حيث يكون الإنسان المُدخن أكثر عُرضة للإصابة بأنواع مختلفة من أنواع السرطان مثل سرطان الرئة وسرطان الفم والعنق والرحم والبنكرياس والمريء وسرطان الدم “اللوكيميا”.
- شحوب الوجه وتغير ملامحه وتعرض الذكور للضعف الجنسي وانخفاض معدل الخصوبة لدى النساء.
- حدوث تضييق في الأوعية الدموية مما يجعل الفرد في عرضة للإصابة بجلطات وسكتات دماغية و إجهاد عضلة القلب وغيره من الأمراض المُتعلقة بهذا العرض.
كيفية الإقلاع عن التدخين:
يختلف المدخنون ويصنفون بدرجات فهناك مُدخن بصورة خفيفة وهناك من يُدخن بشراهة لذلك علي هذا الأساس تختلف الطرق التي يتبعها الفرد للإقلاع عن التدخين:
فهناك المدخن بصورة خفيفة والذي يكون قد بدأ التدخين أصلاً من فترة زمنية قصيرة ولم يعهد التدخين بصورة كبيرة في حياته اليومية ولذلك لا يقوم بتدخين عدد كبير من السجائر في اليوم، لذلك الحل الأمثل لمثل هذا النوع هو الإمتناع تماماً عن التدخين وذلك بصورة نهائية ولا يفضل أن يلجأ إلي أن يُخففها بالتدريج لكونه أصلاً لم يعهد عليها بصورة كبيرة في حياته اليومية ولم تُصبح جزء من حياته اليومية أو بمعنى أصح أصبحت إدماناً بالنسبة له.
أما الطريقة المعروفة والمشهورة فهي هو اللجوء إلى تخفيفه أصلاً بصورة تدريجية وذلك بخفض عدد السجائر التي يُدخنها الفرد في اليوم أو بطريقة أُخري أكثر إبداعاً هو تقليل كمية النيكوتين التي هي أصلاً المُسبب الرئيسي لإدمان التدخين بالنسبة للفرد وتُعتبر هذه الطريقة فعالة وفي غاية النجاح عند المُدخنين الشرهين.
” الخلاصة قارئي العزيز “:
أن التدخين مشكلة صعبة وتحتاج إلى جد واجتهاد وصبر ومثابرة منك شخصياً من أجل التغلب عليها والخروج من فخ الإدمان، فكلما يأست وخانتك قواك أنظر إلى ماذا وصلت قبل وبعد الإقلاع وعند ذلك فعلاً ستشعر بالفرق الحقيقي والملموس وانظر إلى حالك ماذا وصل وانت في ظل التدخين وتحت رحمته كأنك عبداً له وأنظر إلى أسرتك فهي تستحق مالك إهتمامك كل ما تمنحه إدمانك ربك ودينك نفسك وأسرتك هم أولى به فقم وحاول واستعن بالله ولا تيأس ولولا الفشل ما كان النجاح ولولا اليأس ما كان التفاؤل وطالما أنت تُحاول وتمنع نفسك فأنت علي الطريق الصحيح وستصل بعون الله وتوفيقه إلى مردك وهدفك وهو التحرر من مثل هذا الإدمان اللعين.