كل ما تود معرفته عن سلبيات التواصل الاجتماعي ونصائح هامة للحد منها

---

مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فاختلط الواقع الإلكتروني مع الواقع الحقيقي الذي نعيشه، فأصبحا وجهان لعملة واحدة، هذا الاستخدام المكثف بالرغم من فوائده الظاهرية، إلا أن سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي أكبر بكثير لدرجة باتت تهدد الحياة الاجتماعية وتدمر حياة المراهقين، في هذه المقالة نعرض لك بالتفصيل كافة سلبيات التواصل الاجتماعي وآثاره الخطيرة على الفرد.

ما هي سلبيات التواصل الاجتماعي

تتسبب مواقع التواصل الاجتماعي في أضرار نفسية واجتماعية عديدة، خاصة مع تزايد وانتشار استخدامها بشكل كبيرة إلى درجة أحدثت تغييرا كبيرا في المجتمع، هذه الأضرار تشمل :

• الإدمان :

ازدادت معدلات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة بين الشباب حتى أصبحت إدمانا في المجتمع، حيث يقضي معظم الشباب معظم ساعات يومهم على مواقع التواصل ولا يستطيعون تحمل غياب الإنترنت لفترة قصيرة.

• التنمر الإلكتروني :

ازدادت معدلات التنمر الإلكتروني في السنوات الأخيرة، وأصبح الجميع معرضين له، ولكن كان الأطفال والمراهقين هم أكثر الضحايا للتنمر الإلكتروني، حيث أصبح من السهل إنشاء حسابات مزيفة وتهديد الناس والتنمر عليهم وابتزازهم، وهو ما تسبب في العديد من حالات الانتحار والاكتئاب.

• القرصنة الإلكترونية :

انتشرت جرائم القرصنة واختراق الخصوصية عبر الإنترنت، وذلك من خلال اختراق صفحات وحسابات الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي وسرقة بياناتهم الشخصية واستخدامها ضدهم، وهو ما شكل تهديدا كبيرا وخطيرا للمستخدمين وعرضهم لمشاكل كثيرة.

• تسهيل الخيانات الزوجية :

سهلت مواقع التواصل الاجتماعي الخيانات الزوجية، وجرائم الغش والخداع مما تسبب في حدوث مشاكل اجتماعية كثيرة و انهارت آلاف الأسر و العلاقات.

• الكسل :

الاستخدام الدائم لمواقع التواصل الاجتماعي لساعات طويلة تسبب في انتشار الكسل في المجتمع وخاصة بين الشباب والمراهقين، حيث اعتاد المستخدمين على الجلوس لساعات طويلة منتبهين إلى شاشات هواتفهم المحمولة، وبالتالي إصابتهم بالكسل وعدم الرغبة في بذل مجهود أو المشاركة في أي أنشطة حركية.

• ضعف العلاقات الأسرية :

تسببت مواقع التواصل الاجتماعي في ضعف العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة الواحدة وقلة التواصل فيما بينهم، فالجميع يقضي معظم أوقاته بمفرده مستخدما للهاتف، ولم يعد الناس يهتمون بقضاء وقت ممتع مع أسرتهم والحديث وجها لوجه.

• انتشار الاضطرابات النفسية وخاصة الاكتئاب :

تسببت مواقع التواصل الاجتماعي في انتشار الاكتئاب والضيق والقلق والتوتر بين الناس، إلى جانب الافتقار إلى الحب والتواصل، وذلك بسبب تقطع العلاقات الاجتماعية وغياب التواصل الانساني وجها لوجه بين الأصدقاء والاسرة، فالجميع حاضر بجسده فقط، أما عقله فهو مع الهاتف المحمول.

اليك ايضا : أهم أسباب إدمان الإنترنت وأنواعه وأعراضه وكيفية علاجه

مدى خطورة سلبيات التواصل الاجتماعي على الأطفال

كان للأطفال والمراهقين النصيب الأكبر من مخاطر واضرار مواقع التواصل الاجتماعي، فالأطفال هم الأكثر استخداما لها، كما أنهم الأكثر تأثرا بها، حيث أثرت مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال على النحو التالي :

• اكتئاب الـ Facebook:

أثبتت الكثير من الدراسات أن مواقع التواصل وخاصة الـ Facebook في إصابة الاطفال بالاكتئاب بسبب شعوره الدائم بأنه أدنى من أقرانه على موقع فيس بوك، بسبب الحاجة الدائمة إلى التميز والتأقلم و تلقى القبول من قبل الأصدقاء على هذا الموقع تجعلهم يصابون بهذا النوع من الاضطرابات العاطفية والنفسية.

• التنمر الإلكتروني :

الأطفال هم الأكثر عرضة لـ التنمر الإلكتروني، وعادة ما يقعون ضحايا لقضايا الابتزاز الإلكتروني وهو ما أدى إلى انتحار العديد منهم خلال السنوات الماضية.

• الحرمان من النوم :

أثرت مواقع التواصل الاجتماعي على قدر النوم الذي يحصل عليه الأطفال، وذلك بسبب قلقهم الدائم حول ما ينشر عليها، وبالتالي السهر لأوقات متأخرة للبقاء نشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.

• تدني احترام الذات :

عادة ما تقارن الفتيات المراهقات أنفسهن بالمشاهير بسبب استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالي انتشر تدني احترام الذات بين الأطفال والمراهقين وأصبحن يرغبن في أن يصبحوا أكثر نحافة وجمالا و ثراءا.

• العزلة الاجتماعية :

تسببت وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار العزلة الاجتماعية بين الأطفال والمراهقين والخوف والقلق.

• ارتفاع سقف التوقعات الغير حقيقية :

عادة ما يكذب مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي حول نمط حياتهم وسلوكهم والأنشطة التي يقومون بها، وهو ما يرفع سقف توقعات الأطفال لتوقعات غير واقعية وحقيقية على أرض الواقع ولا يمكن تطبيقها.

• ضعف التركيز :

من أهم آثار مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال هو تدهور مستواهم الدراسي بسبب فقدانهم القدرة على التركيز، حيث تؤدي تلك المواقع إلى ضعف تركيز الأطفال والمراهقين وعدم قدرتهم على إتمام المهام المطلوبة منهم.

• إنخفاض النشاط :

يتأثر نشاط وحيوية الأطفال المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي، فيصبحوا أكثر كسلا، وذلك بسبب عدم قيامهم بأي أنشطة تزيد من مهاراتهم العقلية والجسدية مثل الرياضة.

• إيذاء النفس :

يميل الأطفال إلى تقليد أي محتوى يتضمن أعمال خطيرة أو مؤذية في حالة كانت تحظى بجذب الاهتمام الكافي.

تابع معنا مازال لدينا المزيد…

كيف يمكن أن يؤثر التواصل الاجتماعي على المخ

الاستخدام المتكرر والمكثف لمواقع التواصل الاجتماعي يؤثر سلبا على المخ وذلك على النحو التالي :

• ضعف الانتباه وتشتته.
• فقدان القدرة على التركيز.
• ضعف الأداء الإدراكي.
• تقلص أجزاء من الدماغ مرتبطة بالحفاظ على الانتباه.
• ضعف الوظائف المعرفية للدماغ.
• التأثير على المواد الكيميائية في الدماغ (هرمونات السعادة).
• ضعف الذاكرة.
• عجز طويل المدى في حجم ووظيفة الدماغ.

اذا هل يوجد لها فوائد

نعم، بالطبع توجد العديد من الفوائد والمزايا لمواقع التواصل الاجتماعي على بالرغم من الأضرار العديدة لها، نقدم لك خلال السطور التالية أبرز فوائد مواقع التواصل الاجتماعي :

• الاتصال الدائم بالأسرة والأصدقاء في جميع أنحاء العالم، وذلك من خلال البريد الإلكتروني والرسائل النصية ومواقع التواصل.
• سهولة الوصول السريع للمعلومات والبحوث.
• توفير فرص عمل عديدة عن بعد.
• توفير خدمات التعلم عن بعد عبر الإنترنت، وذلك من خلال حضور ورش العمل والمحاضرات المنظمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك اكتساب مهارات جديدة والتعلم من خلال المحتوى التعليمي المنشور، مثل موقع (youtube).
• يوفر الإنترنت الخدمات المصرفية، وخدمات دفع الفواتير بضغطة زر دون الحاجة إلى قطع مسافات طويلة وإهدار الوقت والجهد.
• يتيح الفرصة للمشاركة في الأنشطة الاجتماعية المدنية، مثل حملات جمع التبرعات، أو حملات رفع الوعي بقضايا معينة.
• تمثل مواقع التواصل الاجتماعي أدوات تسويقية رائعة سواء كان ذلك لأصحاب الأعمال التجارية، أو لتسويق أفكار و آراء اجتماعية.
• إنشاء الحملات الدعائية لدعم القضايا النبيلة.
• الوصول إلى جماهير عريضة، حيث تتيح مواقع التواصل الاجتماعي الوصول إلى قاعدة جماهيرية كبيرة، مما يساهم في ازدهار النشاط التجاري لمستخدميه، و الوصول إلى عملاء جدد.
• إتاحة الاتصال المباشر مع الجمهور وبالتالي التعرف عليه بشكل أفضل وتقديم خدماتك للعملاء بشكل أفضل والحصول على آراء العملاء حول خدماتك ومنتجاتك بشكل مباشر.
• بناء العلامة التجارية كنشر محتوى إعلاني مجاني و مدفوع.

إليك أيضا ما يجب على الآباء فعله

إذا كيف يمكن أن يساعد الآباء والأمهات على تحسين استخدام أبنائهم للإنترنت، و تجنب آثاره على الحياة الواقعية، هذا ما سنجيب عنه من خلال النصائح التالية :

• استخدم برامج الرقابة الأبوية على هاتف أبنائك، وضع حدود استخدام الهاتف والانترنت منذ بداية استخدام الطفل للهاتف.
• تأكد من إغلاق هواتف أبنائك قبل النوم بساعتين، كما يجب شحن الهواتف خارج غرف الأبناء في الليل.
• كن نموذج يحتذى به لأبنائك، استخدم الهواتف والانترنت بالشكل الذي ترغب أن يقوموا بتقليده.
• تحدث مع أطفالك حول ضرورة الحفاظ على خصوصية بعض الأشياء وعدم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
• مارس الأنشطة التفاعلية مع أطفالك وجها لوجه، سوف يساعد ذلك في تعليمهم اتباع الإشارات الاجتماعية و اللفظية وغير اللفظية.
• لا تنظر إلى شاشة هاتفك خلال تحدثك مع أطفالك.
• أجري محادثات حقيقية مع أطفالك تستمع فيها جيدا إليهم، وتجنب إلقاء المحاضرات التربوية المنفرة.
• اقرأ أكثر حول قضايا حماية الخصوصية عبر الانترنت، وقضايا الأمن عبر الإنترنت.

تعرف ايضا علي : معلومات هامة حول الإدمان السلوكي تعرف عليها

هل يوجد علاقة بين التواصل الاجتماعي والانتحار

نعم، مع الأسف تسببت مواقع التواصل الاجتماعي في زيادة نسبة الانتحار وخاصة بين الشباب والمراهقين، وذلك على النحو التالي :

• ازدادت نسب الانتحار بين الأطفال من عمر 10 إلى 14 عاما بنسبة 50 % خلال العقود الثلاثة الماضية.
• تسبب التنمر الإلكتروني في وقوع حالات انتحار عديدة، بسبب التأثير السلبي الضار لتلقي هذا الكم الهائل من تعليقات الكراهية.
• تؤدي سلبيات التواصل الاجتماعي في الإصابة بـ اضطراب الاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى وهو ما قد ينتج عنه الإقدام على الانتحار.
• نشر المحتوى الإنتحاري أو الذي يتضمن محتوى خطير و مؤذي عبر مواقع التواصل الاجتماعي يشجع الآخرين على الانخراط في نفس السلوك الانتحاري، حيث أثبتت الدراسات أن الانتحار يمكن أن يكون عدوى.

إذا إليك أهم النصائح للحد من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي

إذا كنت تفكير في الحد من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي تجنبا للأضرار التي ذكرناها خلال المقال ولكنك لا تستطيع التوقف، يمكنك اتباع النصائح التالية :

• احسب عدد ساعات استخدامك لمواقع التواصل الاجتماعي.
• اقرأ أكثر عن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي الإدماني، واستخدامها لك لتحقيق مكاسب مادية هائلة.
• أعد وضع أهداف استخدامك لمواقع التواصل الاجتماعي.
• ارفع سقف وعيك بأنماط استخدامك لمواقع التواصل الاجتماعي.
• خذ اجازة من مواقع التواصل الاجتماعي لتذوق الحياة الواقعية الحقيقية لفترات قصيرة بشكر متكرر، سوف تكتشف جمال الحياة الحقيقية وأنه لم يفوتك شيئا في مواقع التواصل.
• ابعد هاتفك عن الأنظار، قم بتسجيل الخروج من تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي ثم احذفها، اشغل نفسك بأنشطة أخرى.
• لا تستسلم أو تيأس في حالة عودتك لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي مرة أخرى، اعتبر تلك التجربة إثبات ودليل على مستوى إدمانك لها.
• خصص يوما في الاسبوع لإغلاق هاتفك.
• قم بوضع إشارات على الصفحات والحسابات التي تساعدك على تحقيق أهداف استخدامك لمواقع التواصل الاجتماعي، لتتمكن من تفقدها وحدها مباشرة.
• قم بإيقاف الإشعارات في جميع تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي.
• قم بإلغاء متابعة الحسابات التي تؤدي إلى قيامك بالمقارنة الغير صحيحة طوال الوقت.
• تجنب الدخول في مناقشات نارية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وإبداء آراء لنصرة قضية ما أو شخص ما، فبالرغم من نبل الفكرة إلا أنه للأسف نادرا ما يتسبب ذلك في تغيير قناعات أحد.
• تذكر فوائد الحياة خارج الإنترنت.