ما لا تعرفه عن متلازمة باريس وهل تعتبر حقيقية أم وهم وطرق علاجها
تعد مدينة باريس، أو مدينة النور كما يطلق عليها، من أكثر المدن التي تجذب السياح من جميع أنحاء العالم على مر السنين، إلا أنه في الآونة الأخيرة، ظهر ما يعرف باسم متلازمة باريس.
تنتشر تلك المتلازمة بين الكثير من السياح الذين يزورون باريس لأول مرة، حيث أن تلك المدينة في الواقع تختلف كثيرًا عن الإعلانات التي تروج لها شركات السياحة، فقد اشتكى الكثير من السياح من انتشار القمامة والباعة الجائلين خاصة حول برج إيفل، كما أن سكان المدينة يرفضون التحدث بغير لغتهم الفرنسية.
في هذا المقال، نشرح لكم أكثر عن تلك المتلازمة، وأسباب انتشارها، وطرق التعامل معها.
ما هي متلازمة باريس
متلازمة باريس هي أزمة نفسية ناتجة عن أحد أشكال الصدمة الحضارية التي يعيشها السياح والمسافرون الزائرين للعاصمة الفرنسية باريس، وخاصة السياح اليابانيون، حيث يعانون من مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية بعدما أدركوا لأول مرة أن عاصمة النور باريس ليست في الواقع كما توقعوها ولم تكن رومانسية بالقدر الذي كان في مخيلتهم.
ما هي علامات متلازمة باريس
تختلف علامات متلازمة باريس باختلاف الأشخاص، ولكن يتشارك أغلب من أصيبوا بـ متلازمة باريس في بعض الأعراض الأكثر شيوعا، وهي:
- الأوهام الحادة.
- الهلوسة السمعية والبصرية.
- الدوخة والدوار.
- التعرق الغزير.
- الشعور بالاضطهاد.
- القلق المفرط.
ما هي أهم أسباب الإصابة بمتلازمة باريس
رجع الخبراء أن تكون متلازمة باريس ناتجة عن عدة عوامل رئيسية، هي:
-
حاجز اللغة :
عادة ما تواجه السياح مشكلة بسبب اللغة في باريس، فالفرنسيون معروفين برفضهم التعامل أو التحدث مع الزائرين باللغة الانجليزية أو أي لغة أخرى غير الفرنسية، وكثيرا ما قد يواجه الزائر الذي لا يتمكن من التحدث بالفرنسية لردود فعل مزعجة بسبب ذلك.
-
صورة باريس الرومانسية:
تشتهر باريس دون غيرها من المدن الأوروبية بصورتها الرومانسية حيث ارتبط بالفنون والأزياء والذوق الرفيع والجمال، فيشعر الزائرين بالصدمة عندما يتلقون المعاملة الفظة من سائق التاكسي، و الشوارع الغير نظيفة، و عربات المترو الهالكة.
-
الإرهاق الجسدي:
الإرهاق الجسدي الذي يصاب به المسافرين، وضغط جدول الزيارة قد يشكل ضغطا نفسيا كبيرا عليهم يتسبب في اضطراب عمل أدمغتهم.
-
التوقعات العالية:
بسبب الصورة الرائعة الشائعة عن باريس باعتبارها مدينة الحب ومدينة النور، فإن توقعات الزائرين عادة ما تكون مرتفعة جدا، لذلك يشعرون بخيبة أمل عنيفة عندما يصطدمون بالواقع المختلف.
اليك ايضا : تجربتي مع الصدمة النفسية
من الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة باريس؟
يعد السائحين الآسيويين، وخاصة اليابانيين هم الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمه باريس، حيث يصاب كل عام نحو 20 سائحا يابانيا بمتلازمه باريس، ويحتاج بعضهم إلى تلقي الرعاية السريرية في المستشفى نتيجة لذلك.
ما هي مضاعفات متلازمة باريس
تعتبر متلازمة باريس حالة نفسية غير خطيرة ولا تؤدي إلى مضاعفات في معظم الأحوال، ولكنها قد تسبب صدمة نفسية للشخص المصاب بها، مما يمنعه من القيام بأي رحلات أخرى لتلك المدينة.
كيفية التعامل مع متلازمة باريس
في عام 2004 كانت فرنسا هي المدينة الأوروبية الوحيدة التي تقدم الرعاية الطبية للمرضى الذين يقعون ضحية متلازمة باريس، وخاصة من المواطنين اليابانيين بلغتهم الخاصة، إلا أنه ومع انتشار المتلازمة، أصبح من اللازم التعامل معها.
وقد ذكر أحد الأطباء اليابانيين من طرق التعامل مع متلازمة باريس هي تقليل التوقعات المرتبطة بزيارة المدينة، تفاديًا للشعور بالإحباط وخيبة الأمل.
إلا أن الأحل الأمثل في وجهة نظره هو شراء تذكرة والعودة إلى المنزل، وعدم زيارة المدينة مرة أخرى.
نظريات تفسر متلازمة باريس
اقترح بعض الباحثين أن متلازمه باريس هي حالة مرتبطة بالسفر نفسه وليس المسافر، فعند زيارة مدينة جديدة يكون الناس في حالة من الإثارة تؤدي إلى زيادة ضربات القلب وتشوش التفكير واضطراب الرؤية وإصابة بالهلاوس في بعض الأحيان.
بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الأبحاث التي أجريت ما بين عامي 1988 و2004 وجدت 48 حالة من ضمن 63 أصيب بمتلازمة باريس، كانت تعاني من أعراض الشيزوفرينيا أو اضطرابات نفسية أخرى، مما يرجح أن الأعراض التي أصابتهم لم ترتبط بمتلازمه باريس فقط.
ولكن حتى الآن، لم يتم تصنيف متلازمه باريس كاضطراب نفسي معترف به، ضمن قائمة أمراض الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية، ولكنها فقط حالة شائعة ومتكررة بين السياح في تلك المدينة.
تعرف ايضا علي : 5 استراتيجيات للتعامل مع اضطراب ما بعد الصدمة
والسؤال الهام .. هل متلازم باريس حقيقية وتحتاج للعلاج؟
تعد متلازمه باريس حالة نفسية حقيقة ومؤكدة بالكثير من الأبحاث والدراسات، فقد قام أحد الأطباء بنشر كتاب يحمل نفس الاسم في ثمانينات القرن العشرين، كما نشر بحث يخص مريض ياباني يعاني من نفس المتلازمة عام 1998.
وذلك لأن باريس من أكثر المدن السياحية التي تجذب السياح من خلال الدعاية والإعلان الترويجية في كل مكان، إلا أن الصدمة التي تسببها المدينة لمن يزورونها أول مرة، ومدى اختلافها في الواقع عن الصور والإعلانات تعد أزمة نفسية بحق.
في معظم الأحوال لا تحتاج تلك المتلازمة للعلاج، إلا أن بعض الناس يصل بهم الأمر إلى الذهاب للمستشفى والحاجة إلى الرعاية الطبية والملاحظة.
كيف تتخلص من متلازمة باريس
إن كنت من الأشخاص الذين يمتلكون توقعات عالية في الحياة، خاصة فيما يتعلق بالسفر وزيارة المدن الجديدة وما شابه، فمن الأرجح أن خفض تلك التوقعات سوف يحميك بشكل كبير من الإصابة بتلك المتلازمة، حيث تعتبر التوقعات المرتفعة المرتبطة بالمدينة من أهم أسباب الإصابة بها.
يمكنك أيضًا مشاهدة بعض الفيديوهات وقراءة التعليقات المتوفرة على الإنترنت ممن زاروا المدينة على الواقع، حيث توجد الكثير من المجموعات المتعلقة بالسفر والسياحة، عوضًا عن الإعلانات التي تروج لها وكالات السفر وشركات السياحة.
إما إن كنت قد أصبت بتلك الصدمة الحضارية بالفعل عند زيارة تلك المدينة، وما زلت تعاني من آثارها، فغالبًا قد تحتاج إلى العودة إلى وطنك بأقرب فرصة، أو حتى السفر إلى مدينة أخرى وقد البقاء في باريس لفترة أطول.
اقرأ ايضا:
- 7 من أسباب الأمراض النفسية
- كيف أعرف أني مريض نفسيا ؟
- بالخطوات كيفية علاج اضطراب ما بعد الصدمة ومدى تأثيرها على الدماغ