اليك كل ما تحتاج معرفته عن تجربتي مع توهم المرض وكيف تخلصت منه
تجربتي مع توهم المرض استمرت لسنوات طويلة، كنت أتردد فيها على مختلف الأطباء، وبالرغم من تأكيدهم أنني غير مريض، إلا أنني رفضت تصديقهم، وظللت أعاني من الخوف والقلق بشكل مستمر حتى أدركت مؤخرا أنني أعاني من اضطراب توهم المرض، فما هو هذا الاضطراب الخطير، وكيف بدأت تجربتي معه؟.
ما هو توهم المرض وكيف بدأت تجربتي معه؟
توهم المرض هو اضطراب نفسي خطير يشعر فيه الشخص بأنه مصاب بمرض جسدي خطير، ويعاني من الضيق الشديد والقلق المفرط حول صحتهم، كما يعاني من أفكار ومشاعر وسلوكيات مضطربة استجابة للأعراض، وهو ما يؤثر بشدة على حياة الشخص اليومية وقدرته على أداء مهامه وعيش حياته براحة.
بدأت تجربتي مع توهم المرض منذ عدة سنوات حينما تعرضت لبعض المشاكل والضغوطات وشعرت بالتزامن معها بآلام شديدة في البطن، توالت أعراض اضطرابات الجهاز الهضمي، و ازداد شعوري بالألم، وهو ما دفعني إلى زيارة العديد من الأطباء الذين أكدوا عدم إصابتي بأي مرض عضوي.
أعراض توهم المرض التي كانت تظهر علي
كنت أعاني بشدة بسبب اضطراب توهم المرض، وظهرت مجموعة من الأعراض عرفت بعد ذلك أنها أعراض توهم المرض، وهي:
أعراض جسدية :
- الشعور بألم جسدي في البطن، والمفاصل.
- الضعف والتعب.
- الدوخة والدوار.
- اضطرابات الحركة.
- أعراض عصبية مثل الصداع.
- مشاكل في الأمعاء.
- اضطرابات الجهاز الهضمي مثل الإمساك والإسهال وسلس البول.
أعراض نفسية وفكرية:
- القلق والتوتر الشديد بشكل مستمر خوفا من احتمالية الإصابة بالمرض.
- الاكتئاب الحاد.
- اعتبار الأحاسيس الجسدية الطبيعية مثل ضربات القلب والتعرق علامة من علامات الإصابة بمرض خطير.
- الخوف الدائم من خطورة الأعراض بالرغم من عدم وجود أي دليل طبي على وجود مرض جسدي ما.
- التشكيك الدائم في تشخيص الأطباء، وعدم كفاءتهم على اكتشاف مرضي.
- عدم الاقتناع بكفاءة الأدوية والعقاقير الطبية التي يصفها الأطباء.
- الاعتقاد الدائم أن أي نشاط بدني أقوم به قد يتسبب في إصابتي بأضرار جسدية خطيرة.
- الخوف من التشوهات، مما كان يدفعني إلى فحص جسدي باستمرار بحثا عنها.
- هوس البحث لساعات طويلة يوميا عن أعراض الأمراض المختلفة من خلال الإنترنت.
تعرف ايضا علي : الدليل الكامل حول أنواع الأمراض النفسية وتأثيرها
تجربتي مع توهم المرض والأسباب التي دفعتني لذلك
أسباب إصابتي باضطراب توهم المرض غير واضحة، ولكن هناك عدة عوامل عادة ما تلعب دورا في الإصابة بهذا الاضطراب، وهي:
-
عوامل وراثية:
تتمثل في إصابة أحد الأبوين بهذا الاضطراب.
-
عوامل بيولوجية :
وتتمثل هذه العوامل في الحساسية الزائدة تجاه الألم.
-
عوامل بيئية :
كالنشأة في بيئة قلقة قد يؤدي إلى الإصابة باضطراب توهم المرض.
-
سمات الشخصية السلبية :
حيث تؤثر على كيفية تحديد وإدراك الشخص للمرض وأعراضه الجسدية.
-
المعاناة من مشاكل في معالجة العواطف:
فقد يلجأ المريض إلى التركيز على الأعراض الجسدية بدلا من معالجة المشكلات العاطفية.
معاناتي مع توهم المرض من خلال تجربتي معه
عانيت كثيرا بسبب اضطراب توهم المرض، فخلال تجربتي معه كنت أشعر بآلام عديدة خاصة في منطقة البطن والمفاصل، وقضيت أوقات طويلة أترقب ظهور أي أعراض جسدية، وبقيت أبحث ساعات طويلة عن الأمراض الخطيرة المختلفة التي تصيب الجهاز الهضمي، مثل سرطان المعدة، وكلما شعرت بحركة في أمعائي اقضي ساعات طويلة معتقدا أنني مصابا بورم في المعدة.
كل ذلك دفعني إلى زيارة عشرات الأطباء وأنفقت مبالغ طائلة على الفحوصات والتحاليل والأشعة، التي أثبتت جميعها أنني خالي تماما من أي مرض، ولكنني شككت في صحتها، كما تشككت في قدرات الأطباء العلمية، وأصبحت معتقدا بوجود ورم أو مرض خطير في منطقة البطن.
هل توهم المرض يسبب أعراض المرض نفسه
نعم، يتسبب اضطراب المرض في ظهور بعض أعراض المرض العضوي، خاصة الشعور بالألم، يصاحبها القلق المفرط بشأن احتمالية الإصابة بأمراض خطيرة، واعتبار أي أعراض جسدية طبيعية هي إشارة أو دليل على وجود مرض ما.
تجربتي مع توهم المرض ومتى قمت بزيارة الطبيب
خلال تجربتي مع توهم المرض زرت العديد من الأطباء بسبب اعتقادي أنني مصاب بمرض عضوي، ومع استمرار تأكيدهم على أنني غير مريض ولا يوجد سبب عضوي لتلك الأعراض، خاصة بعد اجراء جميع الفحوصات والتحاليل والأشعة اللازمة عدة مرات، استجبت في النهاية إلى نصيحتهم بزيارة الطبيب النفسي، الذي قام بتشخيص حالتي أنها اضطراب توهم المرض.
كيف تم تشخيصي
بدأت رحلة تشخيصي خلال تجربتي مع توهم المرض عندما ترددت على العديد من الأطباء الذين أكدوا عدم إصابتي بأي مرض عضوي بعد أن أجريت جميع الفحوصات والتحاليل والأشعة لاستبعاد وجود أي مرض.
نصحني الأطباء في النهاية بالتوجه إلى طبيب نفسي متخصص، الذي قام بتشخيصي باضطراب توهم المرض بعد أن تأكد من توفر المعايير التالية:
- إصابتي بواحد أو أكثر من أعراض توهم المرض المسببة للضيق.
- تعطيل حياتي اليومية بسبب الأعراض التي أعاني منها.
- معاناتي من التفكير المفرط طوال الوقت في خطورة الأعراض التي أعاني منها.
- القلق المفرط والمضاعف بشأن صحتي العامة و الأعراض التي من المحتمل أن أعاني منها.
- قضاء وقت كبير و بذل قدر كبير من الطاقة بسبب التركيز على الأعراض ومخاوفي الصحية.
- استمرار تلك الأعراض لمدة لا تقل عن 6 أشهر.
ومن خلال المقطع التالي يوضح علاج الامراض النفسية بين الحقيقة والخرافة فشاهد معي…
اليك ايضا : علاج المرض النفسي واعراضه
تجربتي مع توهم المرض وكيف تخلصت منه
انتهت تجربتي مع توهم المرض، بعدما خضعت للعلاج على يد الطبيب النفسي، وكان الهدف من العلاج هو تحسين الأعراض والسيطرة عليها، وتقوية قدراتي على العمل وممارسة المهام اليومية، وقد طبق المعالج النفسي معي نوعان رئيسيان من العلاج، هما:
-
العلاج النفسي :
يعتبر العلاج النفسي، أو ما يطلق عليه العلاج بالكلام، هو أكثر العلاجات نجاحا في التخلص من توهم المرض، حيث ساعدتني جلسات العلاج السلوكي المعرفي على التخفيف من حدة أعراض الاضطراب، كما ساعدني في تعلم ما يلي:
- التخفيف من حدة قلقي وتوتري.
- كيفية التعامل مع الأعراض الجسدية التي أعاني منها.
- التكيف مع معتقداتي وتوقعاتي حول صحتي والأعراض الجسدية.
- التخفيف من انشغالي بالأعراض الجسدية.
- تحسين أدائي اليومي في المنزل والعمل.
- تحسين علاقاتي الاجتماعية وأدائي خلال المواقف الاجتماعية المختلفة.
- علاج الاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى التي كنت أعاني منها.
كما ساعدني العلاج الأسري أيضا خلال تجربتي مع توهم المرض، حيث قام المعالج بفحص علاقاتي الأسرية، ومن خلال الجلسات تمكنا من تحسينها، وتقوية الدعم الأسري الذي أحصل عليه.
-
العلاج الدوائي :
لا يوجد دواء محدد لعلاج اضطراب توهم المرض، ولكن وصف الطبيب عدة أدوية وعقاقير طبية لي، وذلك لمساعدتي في علاج الاضطرابات النفسية الأخرى التي كنت أعاني منها بسبب اضطراب توهم المرض، مثل الاكتئاب والقلق، والأرق.
اليك أهم الأسئلة الشائعة التي تدور حول اضطراب توهم المرض:
هل توهم المرض حقيقي؟
نعم، توهم المرض اضطراب نفسي حقيقي يحتاج إلى الخضوع للعلاج النفسي على يد الطبيب.
ما هو الفرق بين الوسواس القهري وتوهم المرض؟
مريض الوسواس القهري يخاف من الإصابة بالأمراض لكنه يعلم أنه غير مريض، أما مريض توهم المرض فإنه يؤمن أنه مصاب بمرض خطير.