اسئلة واجوبة هامة حول الهلوسة السمعية والبصرية تعرف عليها
هل تعاني من سماع أصوات و رؤية أشخاص وأشياء غير موجودين في الحقيقة؟، هذا ما يطلق عليه الهلوسة السمعية والبصرية، ولكن ما هي الأسباب الرئيسية وراء حدوث ذلك، وكيف يمكن علاجها؟، في هذه المقالة سنشرح بالتفصيل كل ما يتعلق بالهلوسة السمعية والبصرية، وأهم طرق إدارتها.
ما هي الهلوسة السمعية والبصرية
الهلوسة هي إدراك شيء أو حدث ما من خلال واحد أو أكثر من الحواس الخمس، في غياب منبه خارجي، والهلوسة السمعية والبصرية هي رؤية أشياء وسماع أصوات غير موجودة في الواقع.
وتنتج الهلوسة السمعية والبصرية عن أسباب عديدة ومختلفة، فقد تكون ناتجة عن أمراض نفسية وعقلية مثل اضطراب الفصام، أو مشاكل الجهاز العصبي مثل الصرع، او مرض باركنسون.
اسباب الهلوسة السمعية والبصرية
عادة ما تنتج الهلوسة السمعية والبصرية نتيجة الإصابة بواحد أو أكثر من الأمراض التالية:
-
الفصام:
يصاب أكثر من 70% من مرضى الفصام بالهلوسة السمعية والبصرية، كما قد يصابوا بهلاوس أخرى مثل هلاوس الشم والتذوق.
-
الشلل الرعاش:
يعاني نصف المرضى المصابين بالشلل الرعاش من الهلاوس البصرية.
-
الزهايمر:
يتسبب مرض الزهايمر وغيره من أنواع الخرف في إحداث تغييرات في الدماغ، مما يؤدي إلى الهلاوس السمعية والبصرية.
-
الصداع النصفي:
يعاني ثلث المصابين بالصداع النصفي من أحد أنواع الهلوسة البصرية، وتسمى الهالة، وهي تبدو مثل هلال متعدد الألوان من الضوء.
-
ورم في المخ:
أورام المخ يمكن أن تتسبب في أنواع مختلفة من الهلوسة.
-
متلازمة تشارلز بونيه:
يصاب بهذه المتلازمة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الرؤية، مثل مرض الجلوكوما، و إعتام عدسة العين، والتنكس البقعي، في البداية لا يدرك المريض أن ما يراه غير موجود في الحقيقة، ولكن في النهاية يدرك أنها هلوسة.
-
الصرع:
قد تتسبب نوبات الصرع في التعرض للهلوسة، والتي يتحدد نوعها وفقا لمكان الضرر في الدماغ.
كما تتسبب بعض الأمراض والاضطرابات النفسية في الإصابة بالهلوسة السمعية والبصرية، مثل:
- الذهان.
- اضطراب ثنائي القطب.
- اضطراب الشخصية الحدية.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- اضطرابات النوم.
اليك ايضا : كيفية التعامل مع مريض الهلاوس ب4 خطوات اساسية
الأعراض الدالة على الهلوسة السمعية والبصرية
عادة ما يعتقد مريض الهلوسة أن ما يراه ويسمعه حقيقي، لذلك فهم يحتاجون إلى أن يلاحظهم المقربون إليهم، إذا لاحظت هذه الأعراض على أحد المقربين إليك فربما يكون يعاني من الهلوسة السمعية والبصرية:
- سماع أصوات نابعة من العقل أو خارجه.
- سماع أصوات تتحدث إلى بعضها البعض.
- سماع أصوات تطلب من المريض القيام بشئ ما.
- رؤية أشياء لا يراها الآخرون، مثل رؤية حشرات تزحف على اليد أو على وجه أحد الأشخاص.
- رؤية الأشياء الجامدة تتحرك، أو رؤية أشياء متحركة تتحرك بصورة مختلفة عن الطبيعي.
- رؤية هلاوس على شكل ومضات ضوئية.
- رؤية بقع أو أشكال ذات ألوان زاهية.
من الأكثر عرضة للإصابة بها
بعض الاشخاص يكونون أكثر عرضة للإصابة بالهلوسة السمعية والبصرية، مثل:
- المصابين بالاضطرابات النفسية المختلفة، مثل مرضى الفصام.
- كبار السن، والمصابين بأمراض الخرف يعدوا من الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالهلوسة السمعية والبصرية.
- الأشخاص الذين تعرضوا لتجارب حياتية مؤلمة و صدمات عنيفة، مثل التعرض للاعتداء البدني أو الجنسي العنيف، أو حوادث العنف الأسري، أو الانفصال والطلاق، وغيرها من الصدمات.
- مدمني المخدرات والكحول.
- المصابين بأمراض جسدية تؤدي إلى الإصابة بالهذيان، أو الهذيان الناتج عن إجراء عملية جراحية ما.
- أصحاب التاريخ المرضي العائلي، حيث تشير الدراسات والأبحاث العلمية إلى أن الأمراض والاضطرابات النفسية والعقلية يمكن أن تكون وراثية، وتنتقل عبر الأجيال.
ما هي الأضرار الناتجة عنه الهلوسة السمعية والبصرية
الإصابة بالهلوسة السمعية والبصرية قد يؤدي إلى حدوث أضرار ومضاعفات خطيرة، مثل:
- تلقي الرسائل السلبية باستمرار، من خلال تنمر تلك الأصوات وتوجيها الإهانات للمريض باستمرار.
- إيذاء النفس أو الآخرين بسبب استمرار الأصوات في طلب ذلك.
- زيادة خطر الإنتحار.
- صعوبة التركيز وفقدان القدرة على أداء المهام اليومية بسبب ذلك.
- التأثير السلبي على علاقات المريض، وتأثرها بتلك الهلاوس.
- فقدان الثقة بالناس والتشكك المستمر في المقربين.
- مشاكل و اضطرابات النوم.
كيف تتعامل مع الهلوسة السمعية والبصرية
عادة ما يفقد الناس السيطرة عند تعاملهم مع الهلوسة السمعية والبصرية، فيصبح المريض تحت سيطرة تلك الهلاوس، يمكنك التحكم بشكل أكبر، وإدارة الأصوات والهلاوس التي تتعرض لها من خلال الخطوات التالية:
-
تحدث معهم:
في بعض الأحيان التحدث مع الأصوات والهلاوس السمعية والبصرية قد يكون مفيدا في إدارتها، وذلك باستخدام طرق حديث مناسبة مع كل صوت، فقد تحتاج إلى الحديث بطريقة قاسية مع الأصوات المخيفة أو المتنمرة.
-
شتت نفسك:
شتت انتباهك من خلال الاستماع إلى الموسيقى أو الراديو، أو سماع كتاب صوتي، يمكنك أيضا تشتيت انتباهك عن الهلاوس من خلال التركيز على المهام المنزلية أو الهوايات المختلفة.
-
تجاهل الهلاوس:
أحيانا أفضل طريقة لإدراة الهلوسة السمعية والبصرية هي التجاهل، أو على الأقل تجاهل الأصوات السلبية والاكتفاء بالحديث مع الأصوات الإيجابية.
-
حدد وقتا في اليوم لحضورهم:
حدد وقتا محددا في اليوم للاستماع إلى الأصوات ورؤية الهلاوس والرد عليها، أشرح لهذه الأصوات بحزم أنك ترفض التحدث معهم في غير ذلك الوقت المحدد، قد يساعدك ذلك في التحكم في الهلوسة السمعية والبصرية التي تعاني منها.
-
واجه هلاوسك:
أحيانا الوقوف في وجه الهلاوس والتعامل معها بقسوة قد يكون مفيدا جدا خاصة إذا كانت تلك الهلاوس ذات تأثير سلبي وقاسي.
-
سجل مذكراتك مع الهلاوس:
قد يكون مفيدا أن تدون كل ما يتعلق بالهلاوس التي تراها وتسمعها في مدونتك، مثل كم عدد الأصوات التي تسمعها وما هي الأشياء التي تراها، ومتى تظهر تلك الهلاوس، وكيف تجعلك تشعر.
يمكنك أيضا تجربة طرق الإدارة الذاتية للهلوسة السمعية والبصرية التي تنطوي على أصوات سلبية ومزعجة، والتي تشمل المقترحات التالية:
- تحدث إلى أحد المقربين إليك، مثل صديق أو أحد أفراد الأسرة، على أن يعمل كداعم لك خلال التعامل مع تلك الهلاوس.
- تدرب على تقنيات الاسترخاء واليقظة والتنفس.
- ممارسة العادات اليومية المريحة مثل الاستحمام.
- جرب العلاجات التكميلية، مثل التأمل والتدليك والعلاج بالروائح.
- اتبع نظام حياة صحي يعتمد على الحصول على قسط كافي من النوم، وتناول وجبات غذائية متكاملة.
- ضع أهدافا صغيرة مثل الخروج من المنزل لفترة قصيرة يوميا، وكافئ نفسك عندما تحقق تلك الأهداف.
تعرف ايضا علي : أسباب التهيؤات في المرض النفسي
كيف يتم تشخيصها
علاج الهلوسة يتطلب تشخيصها وتحديد أسبابها في بداية الأمر، ويقوم الطبيب المعالج بتشخيص الهلوسة السمعية والبصرية من خلال الخطوات التالية:
- جمع المعلومات عن تاريخ المريض الطبي.
- سؤال المريض عن الأعراض التي يعاني منها.
- توقيع الكشف الطبي على المريض من خلال الفحص البدني.
- إجراء بعض الاختبارات، مثل مخطط كهربائية الدماغ، وذلك لاكتشاف وجود أنماط غير عادية من النشاط الكهربائي في المخ، وهو ما يعني أن الهلوسة حدثت نتيجة للنوبات.
- يمكن أيضا إجراء بعض الأشعة، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، وذلك لاكتشاف إذا كانت الهلوسة ناتجة عن وجود ورم في المخ أو أي سبب آخر، مثل إصابة إحدى مناطق الدماغ بسكتة دماغية صغيرة.
علاج الهلوسة السمعية والبصرية
يحدد الطبيب المعالج علاج الهلوسة السمعية والبصرية المناسب بعد اكتشاف سببها، حيث يتم علاج الهلوسة من خلال علاج أسباب حدوثها، وذلك على النحو التالي:
العلاج الدوائي:
- أدوية علاج مرض الفصام، والعقاقير المعالجة لأمراض الخرف.
- مضادات الذهان.
- مضادات الاختلاج وذلك لعلاج الصرع.
- العمليات الجراحية أو العلاج الكيميائي والإشعاعي لعلاج الأورام.
- علاج التنكس البقعي، أو المياة الزرقاء.
- أدوية ” التريبتان” أو “حاصرات بيتا” أو “مضادات الاختلاج” وذلك لعلاج الصداع النصفي.
- يستخدم دواء بيمافانسيرين (نوبلازيد) لعلاج الهلوسة السمعية والبصرية المرتبطة بالذهان الناتج عن مرض باركنسون.
العلاج النفسي:
تساعد جلسات التأهيل المعرفي السلوكي مرضى الهلوسة السمعية والبصرية على إدارة أعراضهم بشكل أفضل.
اقرأ ايضا: