علاج إدمان الامهات الحوامل – خطورة الادمان على الحامل
لا شك أن هناك مجموعة من السيدات اللاتي يقبلن على تناول شراب الكحوليات أو حتى بعض المواد الأفيونية أثناء حياتهم ثم اكتشفوا عن طريق الصدفة البحتة أنهن حامل منذ شهر أو أكثر، وبالتالي فإنهن في حاجة إلى التخلص من تلك السموم وسحبها من أجسامهن حتى لا يتم التأثير المباشر على الجنين.
لذلك فإن النساء الحوامل يعتبرن في حاجة إلى رعاية متخصصة أثناء علاج الإدمان، والتأكد من عدم وصول تلك المواد السامة إلي الجنين ولا يقتصر الأمر على علاج الأمهات داخل المستشفى فقط، بل يجب التأكد من أن الطفل المولود خال تماما من تلك الأمراض والأعراض.
لذا في هذا المقال سوف نقدم بعض من المخاطر التي تحيط بالأم الحامل أثناء وتناول تلك المخدرات كم سنتطرق إلي الأمور و المعتقدات الخاطئة التي تمنع الأم الحامل من تلقي العلاج فضلنا عن ذكر خطوات علاج إدمان المخدرات للنساء الحوامل حيث انه يكون مختلف بعض الشيء عن خطوات علاج الادمان المعتادة.
لماذا إدمان الأمهات الحوامل يعتبر ذو خطورة شديدة؟
يمكن القول إن النساء الحوامل في حاجة إلي العلاج أكثر من باقي الفئات الأخرى التي تتعاطى الكحوليات و المواد المخدرة يرجع السبب في ذلك إلي انه لا يعرضن حياتهن للخطر فقط وإنما يعرضن اطفالهن الذين لم يولدوا بعد لتلقي المخاطر حيث ان المضاعفات الصحية التي تظهر على الأطفال تكون كبيرة جدا وغير متوقعه تتمثل تلك المخاطر في انخفاض الوزن عند الولادة، والعيوب الخلقية، ووجود مجموعة من الأمراض الأخرى والتي قد تنتهي بولادة جنين ميت.
لماذا لا تلجأ النساء الحوامل إلي علاج الإدمان:
بالرغم من احتياجهم الشديد ووجود أسباب محفزة وقوية للعلاج من الإدمان، إلا أن هناك بعض الأمهات قد تواجهن عدد من الصعوبات والحواجز التي تمنعهن من الحصول على الشفاء والعلاج الكافي.
من أمثلة هذه الحواجز هي:
- ارتباط الأم أو الأسرة بمجموعة من الالتزامات المادية التي تحول دون التحاقها بأحد المؤسسات العلاجية.
- وجود مجموعة من دائره المعارف أو الأزواج الغير الداعمين لحصول الأم الحامل على العلاج.
- شعور الأم بالعار والمهانة في حالة إقبالها على تناول هذا العلاج.
- وجود مجموعة من الالتزامات المهنية في العمل أو في الحياة الاجتماعية و التي تحول الأم من الحصول على الوقت الكافي للذهاب إلى تلك المؤسسات العلاجية.
خطوات علاج الادمان بالنسبة للأمهات الحوامل:
بصرف النظر عن الأشراف الطبي الذي يكون مصاحب للأمهات الحوامل فإن خطوات علاجه تشبه العلاج التقليدي للمواد المخدرة إلي حد كبير.
لكن الفارق الكبير والملحوظ هو أن علاج إدمان الأمهات الحوامل يحتاج إلي بعض الخطوات المهمة للغاية والتي من بينها الحصول علي الرعاية اللاحقة وغيرها من خطوات ومراحل أساسية لعلاج إدمان الكحوليات أو المخدرات للأمهات.
فيما يلي المراحل الأربعة التي تستخدم في علاج إدمان الأمهات الحوامل:
-
المرحلة الأولى: مرحلة التقييم:
في هذه المرحلة تطلب الأم الحامل بشكل واضح وصريح المساعدة، او من خلال الأهل والأصدقاء.
في العموم فان تشخيص مرض اضطراب الإدمان لاحد الكحوليات او المخدرات لا يتم إلا من خلال الطبيب أو أخصائي الإدمان،في هذه المرحلة يتمكن هؤلاء الأطباء من الوقوف على الحالة الصحية والنفسية للأم الحامل.
-
المرحلة الثانية: مرحلة التخلص من السموم:
تعتبر مرحلة التخلص من السموم خطوة هامة وحاسمة في علاج الإدمان بالنسبة للنساء.
لابد للأم الحامل في مرحلة سحب السموم أن تكون تحت إشراف طبي متخصص للحفاظ على صحتها وصحة طفلها هناك العديد من الأمهات التي يدمن المستخلصات من الأدوية مثل المواد الأفيونية أو المورفين او الهيروين، وبالتالي فانه لا يكون في حاجة الى تناول بعض الأدوية المضادة مثل البوبرينورفين او الميثادون أثناء التخلص من السموم حيث أظهرت العديد من الدراسات ان تناول هذه الأدوية أثناء علاج الإدمان يمكن أن يقلل من مخاطر المضاعفات عند الولادة.
-
المرحلة الثالثة: مرحلة العلاج النفسي:
في الغالب فان علاج الإدمان بالنسبة للنساء الحوامل يتضمن مجموعه من العلاجات الطبية والعلاجات النفسية أو بمعنى اخر علاج للصحة العقلية حيث أن العلاج الطبي ضروري ومفيد للمساعدة في ضمان وبقاء الأم الحامل بصحة جيدة طوال فترة الحمل وأثناء الولادة.
أما العلاج النفسي فانه يتضمن مساعدة النساء الحوامل على كسر النزعة النفسية على المخدرات والكحوليات كما يكون للعلاج النفسي دور كبير في علاج الاضطرابات العاطفية أو أي ضغوط قد تنشأ نتيجة تعاطي تلك المواد.
-
المرحلة الرابعة: مرحلة الرعاية اللاحقة:
تعتبر هذه الخطوة هي خطوة مستحدثة مرتبطة ارتباط تام بعلاج الإدمان لدى الأمهات الحوامل.
حيث من المؤكد أن النساء الحوامل وأطفالهن يحتجن الى قدر كبير من الرعاية فيما بعد الولادة، تتمثل تلك الرعاية في حصول حديث الولادة على إشراف طبي لفترة طويلة، ومعالجة أي مضاعفات قد تنتج من الإجهاد الناجم من الحمل، أو نتيجة لسحب السموم من جسم الأم.
ربما تستمر هذه المرحلة عدة أسابيع عقب الولادة للتأكد من الشفاء التام من الأم والحصول المولود على الرعاية الكافية.