هل يمكن علاج إدمان الجنس ؟
هل أنت مهتم بالبحث عن علاج لإدمان الجنس؟ هنا، من خلال هذا المقال نستعرض معنى الإدمان على الجنس وكيف يمكن تقديم العلاج المناسب للمدمن على الجنس؟، وذلك لأي نوع من أنواع الإدمان الجنسي (بما في ذلك الإدمان على المواقع الإباحية)، يمكنك مواصلة القراءة معنا للحصول على استعداد كامل لجلسة المشورة الأولى، ويمكنك تقديم أسئلتك حول الإدمان الجنسي في نهاية المطاف.
الدافع للتغيير: تحليل التكلفة والمنفعة للإدمان على الجنس:
“المدمنون جنسياً يخاطرون بكل شيء من أجل الدعوة المثيرة التي تشعرهم بالنشوة والسعادة، ومع ذلك عادة ما يتبعهم الندم والعار، ويفكرون فيما بعد ويتساءلون هل المتعة تستحق كل تلك العواقب السلبية”
مقتبسة من الجمعية العامة للنهوض بالصحة الجنسية
الجلسة الأولى لعلاج الإدمان على الجنس:
بالطبع، ستتردد في إجراء مكالمة إلى مستشار إدمان الجنس، وذلك لشعورك بالخجل، وإذا نظرت إلى المعالج، فإنك تدرك أن ما يمثله هذا الشخص هو التخلي عن الشيء الذي يوفر لك الكثير من السعادة والنشوة، لذلك تكون مرحلة التردد هذه صعبة الى حد ما.
لكن بينما تجلس بهدوء في الجلسة الأولى لعلاج إدمان الجنس، فإنك تبدأ في تقدير مزايا وعيوب تغيير سلوكياتك الجنسية، ولا شك في أنك تشعر بتناقض هائل حول تغييرها، وهنا تدرك أنك لم تعالج المشكلة حتى الآن لأنها بدت صعبة جدًا.
لكن على أي حال، هل هناك حياة بعد علاج الإدمان على الجنس؟ ماذا يحدث لميولك الجنسية؟ من الصعب بالنسبة للمدمن تخيل كيف يبدو الجنس دون إكراه!.
لمحاولة التغلب على الإدمان على الجنس ينطوي على التعامل مع التناقض هذا التناقض، فمن ناحية، تكون قلق بشأن حياتك الجنسية بعد ذلك، ولا تستطيع التخلى عن النشوة التى تشعر بها، ومن ناحية أخرى، أنت تعرف تماما أنه مرض ويشبه المرض الخبيث الذي يملأ جسدك ويقضي على الحيوية به.
أثناء التفكير في الخروج من هذا التناقض، اسأل نفسك ما إذا كان السعر الذي تدفعه من حيث احترامك لذاتك ونوعية حياتك يستحق حقا المتعة الجنسية الزائلة التي لا ترضي أي طرف في نهاية المطاف؟ هل تبدو هذه التكاليف مناسبة بالنسبة لك؟ هل لديك أسباب حقيقية لاتخاذ خطوات للتغلب على إدمانك؟
تكاليف إدمان الجنس:
من الصعب على أي منا الابتعاد عن المتعة، حتى عندما نعرف أنه في مصلحتنا، وبالنسبة لمدمني الجنس، هذا يكاد يكون مستحيلاً، لا يبدو أن الثمن باهظًا بالنسبة لهم لأنهم مغمورون فى بحر النشوة الجنسية، وهنا تجد المدمن على الجنس ينزف تدريجيا ويضيع كل شيء فى حياته، تصبح حياة مدمن الجنس تدريجيا ضيقة جدا، حيث انه قد اصبح عبدا للعلاقة الجنسية التى تستهلك الطاقات والقلوب، وتدفع المدمن لقضاء ساعات لا تعد منغمساً في عالم إدمانه، بلا هوادة ولا رجعة، ومع مرور الوقت يبدأ سلوك الإكراه بتحقيق تكاليف أعلى وأعلى كل يوم.
سواء كان ذلك الإدمان عبر الإنترنت أو بالانغماس في الخيال الجنسي مع أشخاص غير حقيقين، أو عبر الهاتف عبر خطوط الجنس الساخنة، أو البحث بشكل محموم في الشبكة ونوادي S & M لشخص يعمل على صنع طقوس خاصة إباحية، وتتدهور حالة المدمن ويدفع تكاليف أكبر كل يوم، لذلك فإن إدمان الجنس هو مرض مدمر ويسبب خسائر هائلة.
ذلك بالإضافة إلى السلوك العنيف والفكر التهوري والتدميرى لمريض إدمان الجنس.
عندما تتجه الى تنفيذ سلوكً متماشي مع المزاج لإخفاء المشاعر السلبية مثل الاكتئاب والقلق، فإن المشكلات التي تحدث نتيجة لذلك غير مرغوب فيها على الإطلاق ومن الممكن أن تظل عالقاً بها الى الأبد.
عندما يكون الجنس جزء أساسي من هويتك الشخصية، فإن المظاهر الايجابية المتعددة في شخصيتك تموت وتندثر، عندما تستخدم الجنس/ الإباحية/ الاستمناء كآلية أساسية أو حصرية للتكيف والشعور بالسعادة، فإنك لا تتعلم تنمية مهارات التعامل على مستوى أعلى (مثل حل المشكلات أو مهارات الحزم أو الإيثار أو الفكاهة التي تجعل حياتك أكثر سلاسة وتسمح لك بحياة سعيدة)
في كل مرة تستسلم فيها لنداء السلوك الجنسي لديك، تضيع فرصة لزراعة مهارة التحكم في الانفعالات، حيث تظهر الأبحاث أن الأفراد ذوي درجات عالية من التحكم في الانفعالات يكونون هم الأفضل دائما في الحياة في جميع المجالات.
بالاضافة الى ان المشاركة في الأعمال الجنسية القهرية التى تؤدى الى الإدمان على الجنس، هو عمل نرويجي تمامًا، ويجعلك لا تهتم بالآخرين، بل ترى الناس فقط كألات جنسية.
من هنا نستطيع أن نقول أن الأشخاص الناضجون لا يشوهون الواقع لجعله متوافقاً مع رغباتهم ومخاوفهم، إنهم يقبلون الواقع على حقيقته ويتكيفون معه، لكن المدمن بوجه عام، يستنكر الواقع لصالح الانشغال بالإدمان، وينشغل مدمن الجنس بالخيال الجنسي المفرط.
إن الوقت والطاقة المستهلكة في ممارسة الإدمان الجنسي هو الطاقة غير الإبداعية، غير المنتجة، حيث الأشخاص الأصحاء مجموعة من الأهداف الواقعية ذات المغزى ويستخدمون وقتهم وطاقتهم في تحقيقها و إذا تبين أن هدفًا معينًا غير قابل للتحقيق، فإنهم يزرعون أهدافًا جديدة، ولكن مدمن الجنس دائماً ما ييأس ويحطم داخله بهذا اليأس.
كما رأينا، فإن تكاليف إدمان الجنس النشط كثيرة، قد تكون لديك مشاكل زوجية حادة أو، على الأقل، قد تعانى من انخفاض الاتصال والحميمية مع شريك حياتك، ولكن هل قضيت وقتًا ممتعًا مع أطفالك؟ هل البقاء مستيقظ طوال الليل والبحث في المواقع الإباحية على الإنترنت تتركك تنام محرومًا ومصفى من الطاقة التي تحتاجها من أجل عملك، وهواياتك، وأصدقائك، وهواياتك الترفيهية؟ هل تشعر بأنك “عالق” في حياتك، حيث لا يوجد نمو أو تغيير أو حركة؟
سؤال لك: ما هي احتمالية استمرار هذه المشكلات إذا بقي سلوكك على حاله؟
حقيقة إدمان الجنس، وهل يمكن علاجه؟
لدى مدمن الجنس دائماً قلق بشأن عدم قدرته على الحصول على ما يحتاجه من أناس حقيقيين، لذلك فهو يعتقد إن بحثه اليائس عن تلبية احتياجات غير الملباة ينتهي حتمًا بخيبة الأمل، لذا يعود إلى اعتماده على الأوهام الجنسية لتقليل القلق بشأن العلاقة والحميمية كطريقة لتحقيق الشعور بتأكيد الذات.
إن التفكير في الابتعاد عن المتعة الجنسية الحادة والمثيرة للغاية ليس بالأمر السهل، ولكن هناك العديد من المزايا الأخرى التى يجب ان تفكر بها، وبعضها قد لا تكون على علم بها.
اسأل نفسك: ماذا يفعل السلوك الجنسي بالنسبة لي نفسياً، وما هي الفوائد النفسية التي تتلقاها من التمثيل الجنسي؟ كيف ترى سلوكياتك الجنسية وتلبية احتياجات الجنسية؟
إن إطلاق الناقل العصبي في الدماغ يؤدي إلى الشعور بالنشوة التي تقود الشخص الى الشعور بالسعادة، حيث يمكنك قضاء ما يصل إلى خمس ساعات في اليوم في الشعور بالسعادة، والأمان، والإثارة مع الشعور بالرفاهية، ولكن لن تشعر باحترام الذات والثقة في النفس.
المدمن بشكل متكرر يفقد نفسه وحياته الواقعية في العواطف والأحاسيس المتولدة عن الخيال الجنسي والسلوكيات، وأصبح المدمن في نهاية المطاف هادئًا ومرتاحا بطريقة قد يكون مفتقرا لها، الوقت الذي يقضيه في ممارسة إدمانه يجعله أنانيا ولا يهتم بأى شيء ولا اى أحد غير إدمانه، هو دائماً يحول أن يلبي الاحتياجات الملحة لديه هو فقط، لذلك فإن الإدمان على الجنس هو سلوك نرجسي لأن القلق الوحيد والهم الوحيد لدى المدمن هو تلبية احتياجاته الجنسية.
من أين تأتي السلامة مع إرضاء الرغبة الجنسية؟
التشريع الجنسي هو المصدر الوحيد للسلامة الجنسية، فقط شرع الله تعالى الجنس، ووضع تشريعا خاصا بممارسته في إطار يوفر للبشر تلبية احتياجاتهم والشعور بالأمان والسعادة والراحة.
تجربتي…
في تجربتي في العمل مع مدمني الجنس، عادة ما تأتي “نقطة” مميزة، كما لو أن الجرس ينفجر في رؤوسهم، أو ترس في دماغهم ويحصلون عليه !! إنها اللحظة التي يستجمع فيها المدمن شجاعته ويصل الى ان الفوائد لا تستحق التكلفة.
وهنا يكون المدمن مستعد حقاً للتخلص من مشكلة إدمانه…
علاج إدمان الجنس
يجب أن يكون لدى المدمن الرغبة الحقيقية في التغيير، والبصيرة، وخوض الإجراءات الموجهة نحو الأهداف، يجب عليك دفع تكلفة العلاج وتحملها بكل عزيمة وارادة.
في مراحل الشفاء، سوف تواجه الحزن والاكتئاب، دون شك، لفقدان السلوك الجنسي القهري، والمتعة الجنسية التى كنت تحصل عليها، فقد كان ذلك السلوك ملاذًا آمنًا لك من عواصف ضغوطات الحياة، والصراعات بين الأشخاص، والحالات العاطفية السلبية لسنوات عديدة. ومع ذلك ، في أعقاب تخطى هذه الحالة المؤلمة من الحزن يظهر فصل جديد في حياتك.
فوائد الانتعاش كثيرة، وأولها التحرر من شيء تفرض نفسها عليك، ويفيدك مع عدم القدرة على التحكم في سلوكك الخاص، والتحرر من الاضطرار إلى الكذب والإخفاء والتخفي، وزيادة الإنتاجية في الوظيفة ، والقدرة على إعادة بناء شعور الثقة بالذات والكفاءة الذاتية (الاعتقاد بأنك تستطيع أن تفعل ما هو مطلوب منك)، والتفكير بشكل أكثر وضوحًا، وتستطيع صنع القرارات الخاصة بك بنفسك، بالاضافة الى انك ستستطيع الحصول على النوم الكافي، ويكون لديك القدرة على تجربة الملذات غير الجنسية الموجودة في الحياة العادية، يمكنك الشعور بالمتعة مع زوجك وشريكك، صديقك، أبيك وأمك و اسرتك وعائلتك.
بإختصار، يمكنك العيش بشكل أفضل بدون الإدمان على الجنس! هل تستطيع خوض هذه التجربة حقاً!