ما هو مرض الفصام ؟
مرض الفصام هو أحد الأمراض النفسية القديمة جدا والتي يرجع نشأته إلى 1400 عام قبل الميلاد، وقبل وجود المخطوطات الهندية للطب،لكن هذا المرض كان يصعب وصفه من قبل الأطباء وذلك حتى نهاية القرن الثامن عشر. في عام 1869 تمت أول محاولة علمية لوصف مرض الذهان على يد الطبيب البروفسور الألماني إميل كريبلن . ظل مرض الفصام يستحوذ على اهتمام وعناية العديد من العلماء للوصول إلى التشخيص ومعرفة العلاج المناسب له. في عام 1911 اطلق عالم الطب النفسي السويسري يوجن بلويلر اسم شيزوفرينيا على مرض الفصام. وتتكون تلك الكلمة من مقطعين (Schizo) وتعني فصام و(phrnia) وتعني العقل، أي أن معنى المرض مركبا هو فصام العقل.
ما هو الفصام
الفصام هو أحد الاضطرابات العقلية التي تتسم بالانفصال عن الواقع وبكثرة الهلاوس الحسية والسمعية والبصرية، فقد يرى المصاب بالفصام ما لا يراه الشخص الجالس بجواره وقد يسمع بعض الأصوات التي قد تأمره بالقيام بأمر ما أو تنهاه عن آخر، وقد تراوده بعض الأحاسيس الغريبة مثل مرور بعض الحشرات على جلده وغيرها، ويتسم الفصام كذلك بكثرة الضلالات.
أنواع الفصام
تغيرت أنواع الفصام كثيرا في الآونة الأخيرة، إلا أنه توجد خمسة أنواع رئيسية للفصام تقرها أكثر الدراسات الحديثة وهي
- الفصام البارنيودي
الفصام البارنيودي هو الفصام الذي يتسم بالأعراض الذهانية الموجبة، على سبيل المثال يعاني المريض منه من كثرة الهلاوس والضلالات وقد يسمع ويرى ما لا يراه أو يسمعه الجالس بجواره، على الرغم من أن تشخيص الفصام قد يبدو محيرا أحيانا، إلا أن الأعراض الذهانية في هذا النوع واضحة جدا.
- الفصام اللا منتظم
إن كان تشخيص النوع السابق من الفصام سهلا للغاية، قد يبدو تشخيص الفصام اللامنتظم ليس يسيرا على الإطلاق، فقد يعاني المريض منه من اضطرابات الفكر والكلام وعدم القدرة على التفاعل مع الآخرين.
- الفصام الكتاتوني
هل شاهدت من قبل أحد الأشخاص يجلس في وضعية معينة ولا تستطيع تغييره حتى أنك تعتقد أنه مثل التمثال؟ ربما يعاني هذا الشخص من الفصام الكتاتوني الذي يحتاج إلى التدخل من الطبيب المختص
- الفصام غير المتمايز
في هذا النوع من الفصام يعاني المريض من العديد من الأعراض الفصامية المختلفة التي التي تتشابه مع الأنواع السابقة، فربما كان يعاني من الهلاوس وضلالات الفصام البارانويدي ومن ثبات وجمود الكتاتوني، لهذا قد يصعب تصنيف المريض بهذا النوع من الفصام في أحد الأنواع السابقة.
- الفصام المتبقي
كما يبدو من مسمى هذا النوع، يسمى الفصام المتبقي بهذا الاسم لأن يشير إلى الأعراض المتبقية بعد أن تحسنت حالة المريض كثيرا فقد لا تظهر على المصاب بهذا النوع الأعراض الفصامية المعروفة، ولكنه قد يعاني فقط من بطء ردود الأفعال ومن اضطراب النطق والكلام وغيرها من الأعراض البسيطة.
–ولكن هل يوجد ما يسمى بالفصام البسيط….لنتعرف!!
تعرف على : 5 أنواع لمرض الفصام وطرق علاجه
ما هو الفصام البسيط
الفصام البسيط هو الفصام الذي يتسم ببعض الأعراض الطفيفة، حيث تتمثل أعراض الفصام البسيط مثل قلة النشاط وعدم وجود أي دافع للعمل أو القيام بأي شيء وضعف الاهتمام بالنظافة الشخصية وغيرها، وغالبا لا يتسم الفصام البسيط بالأعراض الموجية كالهلاوس والضلالات والأوهام وغيرها.
أعراض الفصام
ربما استنتجت من الأنواع السابقة أعراض الفصام والذي يعد من أبرزها ما يلي
- الهلاوس الحسية والسمعية والبصرية.
- الأوهام والضلالات.
- قلة التفاعل مع الآخرين وبطء ردود الأفعال.
- التحدث ببعض الكلمات غير المفهومة وردود
- الرغبة في الانعزال عن الآخرين.
- عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.
تعرف على : أعراض الفصام وكيف يمكن تشخيصها؟
أعراض الفصام عند المراهقين
يعاني المراهقون من الأعراض الذهانية مثل البالغين، إلا أنهم غالبا ما تظهر عليهم الأعراض الآتية
- الانعزال عن الآخرين شيئا فشيئا.
- ضعف الاهتمام بالنظافة الشخصية.
- ضعف القدرات الإدراكية وانخفاض المستوى الدراسي.
- الهلاوس ولكنهم كثيرا ما تراودهم الهلاوس السمعية أكثر من البالغين.
- لا يعاني المراهقون من الضلالات والأوهام مثل البالغين.
أسباب مرض الفصام:
في الواقع أطباء الطب النفسي حتى الآن لا يعرفون السبب المباشر لمرض الفصام، غير أن هناك بعض الدراسات والأبحاث العلمية التي توصلت ان هناك بعض الاضطرابات التي تحدث في بعض النواقل العصبية أو في بعض الخلايا العصبية التي تكون متصلة مباشرة بمنطقة الدماغ.
تلك المناطق يحدث لها نوع من الاضطرابات الفكرية و العقلية، وبالتالي تعتبر هي المسؤولة عن تكوين المشاعر والمعتقدات والأفكار والإدراك وغيرها من سائر العمليات العقلية.
كما أن هناك بعض العلماء الذين رصدوا تغيرات جذرية في تركيب الدماغ وخلاياه لبعض من هؤلاء المرضى.
من الجدير بالذكر أن بعض الدراسات أوضحت أيضا أن مادة الدوبامين تزداد لدى مرضى الفصام، مما ينتج عنه خلل في الموصلات الكيميائية والكهربائية في منطقة الدماغ.
هل يعتبر مرض الفصام مرض معدي؟
مرض الفصام ليس مرض معدي أي أنه لا ينتقل من شخص إلى آخر تحت أي ظرف من الظروف المختلفة، أو حتى من خلال استعمال أدوات ووسائل المريض.
فربما يكون هناك اعتقاد شائع أن المتعاملين مع الأمراض النفسية والعقلية يمكن أن تنتقل إليهم العدوى، فهذا أمر خال تماما من الصحة وبعيدا تماما عن الحقيقة.
كيف يمكن تشخيص الفصام؟
يتم تشخيص الفصام من خلال مجموعة من الفحوصات الجسمية التي يتم اجرائها من خلال الطبيب المعالج للمريض، ويتم ذلك من خلال بعض الأشعة التي يمكن من خلالها الوقوف على طبيعة المريض مثل الأشعة السينية، او من خلال إجراء بعض فحوصات الدم.
كل تلك الفحوصات يكون الهدف منها هو ضمان عدم احتمالية تشابه مرض الفصام مع بعض الأمراض الأخرى التي تحتمل نفس الأعراض.
من ثم عند ثبوت التأكد من عدم وجود أي أمراض عضوية أو جسمية لدى المريض يتم توجيهه إلي أحد الأطباء النفسيين، والمعالجين النفسيين، حتى يتمكنوا من تلقى البرنامج العلاجي الذي يناسب كل حالة و طبقا للفترة الزمنية التي يتم وضعها من قبل الطبيب المختص.
يقوم الطبيب النفسي من خلال مجموعة من الأدوات والوسائل التي يتم إعدادها خصيصا للتعامل مع مريض الفصام بإجراء اختبارات للوقوف على مدى الحالة وتقييمها التقييم السليم، كما يتم ذلك من خلال الرجوع إلى الأهل والأصدقاء.
كما يمكن أن يقوم الطبيب بحجز المريض ووضعه تحت المراقبة لمعرفة ردود أفعاله وتشخيصه على النحو الأمثل.
ومن ثم التأكد من أن المريض يعانى من مرض الفصام، وبعدها يبدأ في تحديد الخطة والمدة المناسبة لهذه المريض بالتعاون مع الأسرة.
علاج الفصام:
يهدف علاج الفصام في المقام الأول إلى تقليل الأعراض التي تظهر على المريض، أو بمعنى اصح احتمالية تكرارها.
ويتم ذلك على عدد من الطرق وهي:
1- المعالجة الدوائية:
تتم من خلال بعض الأدوية والتي تستخدم كمضادات للذهان، وذلك تحت إشراف طبي وبجرعات يحددها الطبيب المعالج.
2- المعالجة النفسية:
ذلك من خلال مساعدة المريض على اكتشاف طبيعة المرض والتعرف عليه، فضلا عن تقديم بعض الوسائل والأدوات التي يمكن من خلالها مساعدته على حل المشكلات التي يواجهها المريض.
3- مساعدة الأهل:
ويتم ذلك من خلال تقديم يد العون للمريض من خلال الأهل والأسرة والأصدقاء لكي ما يستطيعوا أن يتعاملوا بشكل اكثر علمي مع شخص هام بالنسبة إليهم، ويرغبون في عودته إلى حياتهم الطبيعية، وذلك من خلال بعض الأفكار والأساليب التي تساعدهم على تخطي مثل هذه المشاكل مع المريض
هل مريض الفصام مجنون؟
كثرة الهلاوس والضلالات التي يعاني منها المريض بالفصام، قد تجعل المحيطين به يظنون أنه مختل عقليا، ولكن الفصام من الأمراض المزمنة التي قد تتحسن كثيرا مع العلاج.
أقرا أيضا: هل مريض الفصام مجنون؟
هل هناك فرق ما بين مرض الفصام الذهاني أو الفصام العقلي؟
في الواقع ليس هناك فرق يذكر ما بين المرضى في كل منهما نفس التأثير ونفس المدلول، ولكن في حالة الفصام الذهاني نجد أن المريض غير مدرك المرض الذي سيطر عليه.
لذا فدائما يتم إحضارها إلى المستشفيات الطبية أو النفسية من خلال الأسرة أو احد أصدقائها بسبب قيامه ببعض السلوكيات الغير الطبيعية، أي انه لا يعتقد بانه شخص مريض.
اسئلة شائعة
قد تدور في ذهنك العديد من الأسئلة حول مرض الفصام وكيفية علاجه وأعراضه ودعنا نستعرض بعض هذه الأسئلة الآن.
- هل مريض الفصام يشفى؟
يمكن التحكم بالأعراض الذهانية التي يعاني منها المريض عن طريق الأدوية العلاجية والعلاج النفسي ولكنه من الأمراض مزمن.
- ما هي الأدوية المستخدمة في علاج الفصام؟
قد يلجأ الطبيب لبعض مضادات الذهان في المرتبة الأولى، وقد يصف كذلك بعض مضادات الاكتئاب والانزعاج العصبي إن استدعت حالة المريض.
أقرا المزيد: