كيف يمكن التغلب وعلاج أعراض القلق النفسي
هل أنت أحد هؤلاء الذين يعانون من القلق بشكل مستمر؟
هل دائما تفكر في المستقبل وفي بعض المواقف التي لم تحدث لك، ولكنك لا تستطيع أن تتوقف عن التفكير فيها.
هل تشعر بأن التفكير المستمر في تلك الأمور دائما ما يدفعك إلى الشعور بمزيد من الضعف والاضطرابات النفسية والجسدية ولفترات طويلة؟
لك أن تعرف عزيزي القارئ أن القلق النفسي هو أحد أكثر الأمراض النفسية انتشارا على مستوى العالم، وأحدث الدراسات التي تم اجراؤها داخل الولايات المتحدة الأمريكية وجدوا أن هناك حوالي 18% من إجمالي عدد السكان يعانون من مرض القلق أي أن هناك حوالي 40 مليون مواطن أمريكي يعاني من هذا المرض.
سنتحدث في هذه المقال عن أعراض القلق النفسي وما يمكن أن سببه للشخص على المدى الزمني البعيد، حيث أن حالات القلق بشكل عام يتم اقترانها بمشاكل جسدية أو مشاكل ذهنية.
6 من أعراض القلق النفسي:
هي مجموعة الأعراض التي ترتبط بنفسية المريض ويظهر ذلك من خلال سلوكياته وأفعاله التي يقوم بها على مدار اليوم والتي يمكن من خلالها الحكم بأنه يعاني من القلق أم لا، ومن بين تلك الأعراض:
- يشعر المريض بمجموعة من الأفكار المتوترة والتي من شأنها أن تؤثر على حياته اليومية وتجعله غير قادر على التركيز في أبسط الأمور التي كان معتادا عليها.
- من أعراض القلق النفسي عند توجه المريض إلى الطبيب المختص معاناته من الكوابيس والأحلام المزعجة التي تجعله غير قادر على الحصول على القسط الكافي من النوم.
- التعرض لنوبات من الهياج والعصبية المستمرة دون أن يستلزم الموقف تلك العصبية.
- النسيان وعدم القدرة على تذكر الأمور ودائما ما يقوم بخلط الأمور بعضها ببعض وذلك لاستحواذ تلك الأفكار المضطربة على عقله باستمرار مما يجعله غير قادر على تذكر مجريات الأمور من حولهم.
- دائما ما يشعر بالصداع النفسي وهو الصداع الذي ينتج نتيجة التعرض المستمر للمواقف الحياتية والتوتر النفسي الشديد ومثل هذا النوع من الصداع لا يكون مرتبط بأي أعراض جسدية أو عضوية.
- قد يراود المريض مجموعة من الأفكار التي تتعلق بإلحاق الأذى بنفسه نتيجة سيطرة أمرا ما على حياته لا يستطيع أن يتخلص منه، وفي حالات القلق المتزايدة فقد يلجأ المريض إلى الانتحار.
كيف يتم علاج أعراض القلق النفسي؟
يتم علاج أعراض القلق النفسي من خلال استخدام العلاج السلوكي المعرفي وهو أحد الأساليب التي أثبتت جدارتها وقوتها في علاج تلك الأعراض التي يعاني منها المرضى على مستوى العالم.
وغالبا ما يكون العلاج المعرفي السلوكي لفترة قصيرة الأجل ويتم من خلالها مساعدة المريض على مواجهة تلك الأفكار بأسلوب مبتكر ومن خلال مجموعة من الاستراتيجيات التي يتم تدريب المريض على استخدامها في حالة مواجهاته وتفكيرهم في تلك الأمور التي تهاجم أفكارهم وعقولهم بشكل مستمر.
كما يتم تدريب المريض على التغلب على تلك المشاكل ومواجهتها بأسلوب علمي مبتكر، وذلك من خلال مجموعة من المهارات التي يتم تدريبها للمريض ومن بينها العودة تدريجيا إلى حياته الطبيعية والمشاركة في الأنشطة التي كان معتادا للقيام بها و ان يركز على كافة الأمور الإيجابية التي تتواجد في حياته ويبتعد تماما عن تلك الأمور السلبية و التي تسبب له أعراض القلق النفسي.
كما يتم من خلال هذا العلاج مناقشة بعض السلوكيات والاعتقادات التي تكونت لدى المريض خلال فترة المرض وإرشاده إلى المعتقدات الصحيحة.
كما يهتم العلاج المعرفي السلوكي بتنمية الذات من قبل المريض وإعطائه مساحة من التفكير لكي يستطيع ان يتعامل مع كافة الأمور المقلقة في حياته ومواجهتها بكل جراءة وقوة.
بالطبع لا نستطيع أن نقلل من أهمية العلاج الدوائي الذي يحصل عليه المريض في التخفيف من أعراض القلق النفسي، فكل من الدواء والعلاج المعرفي السلوكي مهمان في رحلة شفاء المريض من القلق المزمن ولا نستطيع أن نقلل من أحدهما على حساب الأخر.
كيف يمكنك التغلب على أعراض القلق النفسي؟
سنقدم في هذا الجزء من المقال بعض من النصائح التي يمكن أن يمارسها الشخص حتى يتغلب على أعراض القلق النفسي التي تنتابه، ومن بين تلك النصائح:
- يجب على الشخص أن يقوم بالتعبير عن مشاعره إلى أحد الأشخاص المقربين إليه، فمثل هذه الأحاديث تساعد على التخفيف من حدة الأعراض بشكل مستمر.
- يفضل أن يبتعد الشخص عن كافة الأمور والبرامج التي من شأنها أن تزيد من أعراض القلق النفسي لديه مثل متابعة الأخبار الصعبة أو مشاهدة بعض الأفلام المزعجة والابتعاد عن كافة الأماكن التي تزيد من شعور القلق لديهم.
- يفضل أن يتم تناول الأطعمة والخضروات الطازجة وأن يبتعد عن تلك المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين حيث أنها تساعد على تزيد معدل القلق لدى الشخص كما يجب الابتعاد عن كافة الأطعمة ذات الدهون المشبعة لما لها من تأثير على نفسية المريض.
- هناك بعض التدريبات التي يجب أن يعتاد عليها الشخص مثل تدريب التنفس الصحي لما له من أهمية في تنظيم عملية الشهيق والزفير بشكل مستمر والذي يساعدك على الحصول على كميه كافيه من الأكسحين داخل جسمك والحصول على تنفس صحي سليم وبسيط سوف يخفف من حدة تلك الأعراض بشكل مؤثر.
- القيام بممارسة تمارين الاسترخاء يساعد على التخفيف من أعراض القلق النفسي، كما أن هناك بعض الرياضات التي تساعد على الشعور بالراحة والاسترخاء النفسي مثل اليوجا ويمكنك ان تتصفح مواقع الانترنت للحصول على تلك التمارين لما لها من أثر قوي في الهدوء النفسي والسلام الداخلي.