إدمان الأطفال للمخدرات واسبابها
ينتاب الكثير من الاباء والأمهات القلق والخوف بسبب انتشار فكرة تعاطي المواد المخدرات بين الأطفال، فقد أصبحت هذه الفكرة هي الشبح الذي يدمر الحاضر والمستقبل، ولاهمية هذا الموضوع، نحاول مناقشة هذا الأمر بجدية أكثر من خلال هذا المقال.
بشكل عام، وجدت الاحصائيات ان هناك عدد كبير من الأطفال يفضلون تجربة تعاطي المواد المخدرة ما قبل سن العشرين، ويعتبرون ذلك جزء طبيعي إلى حد ما من تجربة العالم من حولهم، وهناك بعض الأطفال الذين لديهم مشكلة الإدمان قبل أن تصل اعمارهم إلى سن البلوغ، فما الذي يدفعهم للقيام بذلك؟
اسباب ادمان الاطفال:
نقص الوعي لدى الأطفال:
عادةً ما يكون نقص الوعي وعدم وجود القدوة الحسنة للكثير من الأطفال هو سببا رئيسيا في تعاطيهم المخدرات، لأن الطفل يكون بحاجة الى وعى وارشاد بشكل مستمر، وتجده ايضا يبحث بشكل دائم عن قدوة له يقلدها ويسير خلفها، ويجب أن نؤكد على اهمية هذه النقطة في عالمنا اليوم، الذي أصبح منفتحا على كل شيء وأصبح كل شيء متاح لطفلك، فيجب ان نهتم بتقديم الوعي والإرشاد السليم لاطفالنا وتوفير قدوة حسنة لهم حتى لا يحيدوا عن الطريق السليم حتى لا ينحرفوا عن الطريق.
إنعدام الثقة:
عدم توافر الثقة بين الآباء والأبناء، في كثير من الأحيان لا يثق الاباء بعقول أبنائهم، ولذلك لا يقومون بإجراء محادثات ومناقشات ناجحة معهم، ولا يكون هناك لغة حوار مجدية بينهم، ولكنك تحتاج إلى إجراء محادثة صريحة مع أطفالك حول تأثيرات الأدوية المخدرة واضرارها، ويجب ان تكون صريحا اثناء الحديث معهم، لأنهم يحتاجون أن يشعروا بالراحة والثقة المتبادلة حتى انهم اذا شعروا بتبادل الثقة يمكنهم اللجوء إليها للحصول على المساعدة إذا واجهوا مشكلة التعاطي..
ولعل التقليل من شأن الطفل وجعله أقل أهمية من الآخرين، ووضع القيود المعقدة حوله، من الأسباب التي تدفعه الى تجربة تعاطي المخدرات.
إدمان الآباء:
يعد تصرف الآباء ايضا من اهم الاشياء التي تؤثر على سلوك الاطفال، فاذا كان الاب او الام مدمنين على المواد المخدرة، فمن المؤكد أن هذا الأمر سيتسبب في إدمان الأطفال للمخدرات.
اصدقاء السوء:
من الممكن أن يكون أصدقاء طفلك هم السبب الأكثر احتمالا لدخول طفلك في عالم الإدمان، ولكن لا تقلق إذا كان ابنك يتفهم مخاطر تعاطي المخدرات، لانه في هذه الحالة من المحتمل أن يكون لديه القدرة على قول لا، ومع ذلك ، يمكن لأصدقاء السوء أن يكون لهم تاثير قوي على طفلك، لذلك يجب أن يعي الآباء والأمهات هذه النقطة جيدا.
الاستبداد في التربية (التربية القاسية):
قد يصل طفلك إلى الإدمان باختياره الشخصي، وذلك بسبب التربية الاستبدادية التي تربيها له، لذلك يجب أن يكون هناك ثواب وعقاب وليس عقاب فقط، ويجب ايضا ان تكون لطفلك مساحة لحريته الشخصية التى يمكنه فعل ما يريد من خلالها، دون تدخل استبدادي من الوالدين.
مواقع الإنترنت يتسبب في انتشار المخدرات بين الأطفال:
في عصرنا هذا، قد اصبح تصفح الإنترنت متاحا للجميع، كلاً حسب رغبته، فمن المرجح أن طفلك سيري ويسمع الكثير من الأمور الجديدة عبر الانترنت، ومن المحتمل أنه سيشاهد مواقع مختلفة تروّج لأخذ المخدرات، ويمكنكم مواجهة المشكلة عبر توعية الاطفال بشكل جيد كما ذكرنا من قبل، بالاضافة الى مراعاة اهمية المراقبة المستمرة لطفلك حين يتصفح مواقع الانترنت دون ان يعلم.
عدم تشجيع الأطفال يقودهم الى الادمان:
- الأطفال الذين لا يتم تشجيعهم بشكل مناسب للقيام بالنشاطات المذهلة، دائما ما يشعرون بالملل والطفل الذي يشعر بالملل هو طفل لا يهدأ، ويحاول دائما القيام باى شيء لبذل قوته والاستفادة منها، ومن الممكن أن يجد في تجربة تعاطي المخدرات شيء مسلي بالنسبة له..
- في الواقع، يعتمد طفلك عليك حتى سن الثامنة عشر، فيقع عليك عاتق إمداده بالدعم والتوجيه السليم في هذه السنوات الاولى من حياته، ولا تدخر جهدا ولا وقت لتحقيق ذلك، لان هذا هو السبيل الوحيد لوقف استنزاف ابنائنا وقدراتهم بسبب الوقوع تحت وطأة شبح الإدمان.
- ننصح الآباء والأمهات بعمل مسابقات يومية لأطفالهم، حتى يتم تثقيفهم وتشجيعهم على شغل أوقات فراغهم بالقراءة والبحث المجدي في شتى الأمور لجمع المعلومات والفوز في المسابقات اليومية، ويجب أن يكون هناك جوائز مغرية للأطفال في هذه المسابقات.
في النهاية، إذا كان ابنك المراهق يقع فريسة لإدمان الكحول أو المخدرات أو الإدمان أخر ، فعليك طلب الحصول على المساعدة من قبل فريق عمل مستشفى الأمل لعلاج الإدمان، أو عبر الخط الساخن لمستشفى الأمل، فلا تتردد فى طلب المساعدة،، نحن هنا لمساعدتك.