ماهو التقييم النفسي
التقييم النفسي أحد أهم خطوات الرعاية الطبية اللازمة للمرضى النفسيين، كما أنه يمكن أن يستخدم في أغراض أخرى بخلاف علاج المرضى، كالتقييم النفسي للمتقدمين لشغل إحدى الوظائف، ومن خلال هذه الخطوة والتبكير بها قد يتمكن المعالجين من تقديم الدعم الطبي اللازم لآلاف من المرضى قبل تفاقم حالتهم الصحية النفسية وتدهورها.
ما هو التقييم النفسي؟
هو تقييم للصحة العقلية، على يد الطبيب النفسي المختص، حيث يقوم بفحص ما إذا كان الشخص يعاني من مشكلة تتعلق بالصحة العقلية أم لا، يستخدم الأطباء و الأخصائيون النفسيون لاختبارات وأدوات التقييم الأخرى لقياس ومراقبة سلوك الشخص المطلوب تقييمه للوصول إلى التشخيص المضبوط لحالته وتوجيهه للعلاج.
ويمكننا القول أن التقييم النفسي عبارة عن سلسلة منظمة من المقابلات والاختبارات الموحدة والاستبيانات المصممة لتقييم نقاط القوة والضعف في العديد من المجالات.
أقرأ ايضًا : الشخصية السيكوباتية
أنواع التقييم النفسي
هناك عدد كبير من أنواع التقييم النفسي، فيما يلي نقدم أشهرها:
اختبار بدني
هناك بعض الأمراض الجسدية التي تتسبب في ظهور أعراض تشبه المرض العقلي، وبالتالي فإنه من المهم أن يطلب الطبيب اجراء بعض الفحوص الطبية البدنية لتساعده في تحديد ما إذا كان سبب الأعراض اضطراب جسدي مثل اضطراب الغدة الدرقية، أو أن الأمر هو مشكلة عصبية
فحوصات مخبرية
قد يطلب الطبيب مزيد من فحوصات الدم والبول و الدماغ وذلك لاستبعاد أي حالات جسدية، وإلى جانب اختبارات المخدرات والكحول للتأكد من أن الأعراض ليست آثارا جانبية لهما.
التاريخ المرضي
يفحص الطبيب خلال التقييم النفسي تاريخ عائلة الشخص المرضية وما إذا عانى أي فرد منها من مشاكل أو أمراض نفسية أو عقلية، كما يطلب تفاصيل أكثر عن الأعراض التي يعاني منها الشخص ومتى بدأت وما إذا كان قد تلقى أي علاج لأي أمراض نفسية من قبل.
التاريخ الشخصي
قد يطرح الطبيب خلال التقييم النفسي بعض الأسئلة حول نمط حياة المريض أو الشخص المطلوب تقييمه نفسيا، وتاريخه الشخصي وشبكة علاقاته لتحديد أكبر مصادر التوتر في حياته و رصد أي صدمات نفسية واجهها من قبل .
التقييم العقلي
يسأل الطبيب المعالج عدة أسئلة حول الأعراض، كما يناقش أفكار المريض و مشاعره وسلوكياته و كيف يدير حياته.
التقييم المعرفي
يختلف التقييم المعرفي عن التقييم العقلي ، يقيس هنا الطبيب قدرات التفكير بوضوح، وتذكر المعلومات، واستخدام المنطق السليم، وبالتالي قد يطلب من المريض إجراء اختبارات كاختبارات الذكاء .
التقييم الذاتي
أحيانا يطلب الطبيب من المريض المشاركة في التقييم من خلال التقييم الذاتي، وذلك للمساعدة في التقاط أفكاره وعواطفه وأعراضه قبل تلقي الدعم، ويعتبر ذلك التقييم مهم جدا خلال جلسات التقييم والعلاج عبر الإنترنت، كما يمكن أن يطلب من المريض إكمال استطلاع يساعد في تحديد احتياجاته العلاجية الفردية وأسلوب الاتصال المفضل لديه.
تعرف علي : تصرفات مريض الأكتئاب
ما هو نوع التقييم النفسي الذي يحتاجه الطفل
هناك عدة اختبارات قد يخضع لها الأطفال من بينها التالي:
- اختبارات الكفاءة
- اختبارات صعوبات التعلم
- اختبارات المهارة
- اختبار ردود الأفعال والذاكرة
بصورة أوضح ، يطلب بعض الآباء إجراء تقييم نفسي بشأن مدى جودة أداء أطفالهم أو مراهقهم، أو خوفا من بعض الأعراض التي لاحظوها، وعادة ما يضع التقييم النفسي للأطفال جميع الأفراد الذين في عالم الطفل في الاعتبار، مثل الأسرة والمدرسة والمجتمع، وغالبا ما يكون التقييم فردي بناءا على احتياجات كل طفل، وقد ينظر التقييم النفسي إلى :
- الذكاء
- الإعاقات
- مهارات اللغة والتواصل
- الإنجاز ( قياس التمكن من القراءة والكتابة)
- صعوبات التعلم
- الذاكرة والانتباه ( اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
- التطور السلوكي والعاطفي والاجتماعي (ترصد ااختبارات الاكتئاب والقلق والعجز الاجتماعي).
كيف تعرف أنك قد تحتاج إلى تقييم نفسي؟
هناك بعض الأعراض والعلامات التي قد تكون بمثابة إنذار مبكر للمرض النفسي ، يمكن للمرء أن يسعى بشكل استباقي للحصول على مساعدة طبيب نفسي، وتشمل:
- الانسحاب الاجتماعي : فقدان الاهتمام بالتفاعل مع الآخرين، وخاصة الأصدقاء المقربين والعائلة.
- مشاكل في التفكير : وجود مشاكل في الذاكرة والتركيز والكلام والتفكير المنطقي العقلاني
- انخفاض الأداء : وجود صعوبات كبيرة في المدرسة أو العمل أو الأنشطة الاجتماعية. وهذا يشمل الإقلاع عن الأنشطة التي كانت تستمتع بها سابقًا والصعوبات في أداء المهام الروتينية.
- اللامبالاة : فقدان الحافز والرغبة في المشاركة في المهام المألوفة
- المشاعر المنفصلة: فكرة يصعب التخلص منها عن الانفصال عن الذات أو البيئة المحيطة. تم تغيير الشعور بالواقع بطريقة ما.
- زيادة الحساسية : التأثر أو التحميل الزائد من خلال المدخلات الحسية مثل المشاهد والأصوات واللمس. تجنب المواقف خوفًا من الإفراط في التحفيز.
- تغيرات في المزاج : تحولات سريعة غير مبررة في المشاعر
- السلوك غير العادي : التصرف بطرق غير معتادة في إظهار السلوكيات الغريبة.
- اضطراب النوم و الشهية: تراجع العناية الشخصية بسبب تغيرات في أنماط النوم والأكل.
- التفكير اللاعقلاني : أنماط التفكير غير المنطقية التي تؤثر على الأداء اليومي.
- القلق أو جنون العظمة : مخاوف أو شكوك تجاه الآخرين أو المواقف أو البيئة.
متى يكون التقييم النفسي ضروريًا؟
وجود واحدة أو اثنتان من هذه العلامات لا يعني بالضرورة أن الشخص مريض وأن هناك ما يدعوا للقلق، ولكن حينما يعاني الشخص من أغلب هذه الأعراض و بصورة تؤثر على أداءه اليومي وعلاقاته الاجتماعية فمن الضروري إجراء تقييم نفسي، حتى يتسنى معرفة وتحديد المشكلة النفسية التي يعاني منها بالضبط.
وتزداد الخطورة ويصبح الخضوع للتقييم النفسي أمر بالغ الأهمية في حالة أصبح الشخص يمثل تهديدا لنفسه أو للآخرين كأن يهدد بالانتحار أو بإيذاء من حوله .
ماذا يحدث خلال التقييم النفسي؟
من خلال التقييم النفسي يتمكن الطبيب المعالج أو الاخصائي من تحقيق عدة مهام أهمها :
- استبعاد الأمراض الجسدية التي قد تتسبب في أعراض نفسية.
- الوصول إلى التشخيص المناسب للحالة
- إشراك المريض إذا كان مدرك للواقع، في عملية اتخاذ القرار بشأن خطة العلاج الأولية.
- تحديد المشاكل طويلة الأجل التي قد تظهر في المستقبل والاستعداد لها.
- تعديل خطة العلاج إذا تطلب الأمر، وذلك في حالة كان المريض كان قد تم تشخيصه من قبل
مراحل عملية التقييم النفسي
إن عملية التقييم النفسي تشمل عدة خطوات،تختلف وتتنوع وفقا لطبيعة كل حالة و أسباب إجراء التقييم:
- تبدأ عملية التقييم بتقديم الفاحص نفسه للمفحوص وذلك حتى يجعله يشعر بمزيد من الراحة والألفة .
- إجراء المقابلة : يقوم الطبيب بتوجيه عدة أسئلة للمفحوص حول سبب الزيارة و المعلومات التي تساعده في تحديد هوية المفحوص، و المعلومات اللازمة حول الأعراض التي يعاني منها المريض، والتاريخ الشخصي والعائلي.
- رصد تجارب المريض وصدماته : سيتطرق المعالج أو الفاحص إلى بعض التفاصيل حول تجارب المريض و الصدمات التي مر بها خلال حياته، وأي مشاكل متعلقة بتعاطي المخدرات أو الكحول، والحالة الاجتماعية والوضع المالي.
- من خلال الاجوبة سيحدد الفاحص ( موقف المفحوص، مظهره العام، مستوى النظافة والعناية الشخصية، المزاج والتعبير العاطفي، نغمة الكلام والصوت والكلمات المختارة، التفكير والإدراك، مستوى الوعي، الذاكرة، مستوى التركيز.
- بعض الأمراض النفسية يصعب تشخيصها لذلك يلجأ الفاحص إلى بعض الاختبارات والفحوصات الإضافية .
- مقابلة أفراد الأسرة
- الفحص البدني: بعض الحالات تحتاج للفحص البدني حتى يتسنى معرفة ما إذا كان المريض مصابا بأحد الأمراض الجسدية التي تتسبب في أعراض نفسية.
- فحوصات طبية أخرى: قد يلجأ الطبيب إلى فحوصات أخرى كاختبارات الدم والبول والمخدرات.
- فحوصات الدماغ مثل : الرنين المغناطيسي، و مخطط كهربية الدماغ، والتصوير المقطعي المحوسب.
تعرف علي : القلق المرضي
ماذا يحدث بعد التقييم؟
إلى جانب تشخيص الاضطراب النفسي الذي يعاني منه المريض، فإن التقييم النفسي يساهم أيضا في وضع خطة العلاج المناسبة وفقا للنتائج.
بمجرد الوصول إلى تشخيص سليم للحالة المرضية، يبدأ الشخص والطبيب في مرحلة التنبؤ بمستقبل الحالة النفسية و وضع خطة علاجية بناءا على المعطيات.
تحتاج معظم الاضطرابات النفسية إلى الاستمرارية في تلقي العلاج حتى تمام الشفاء، وفي حالة الأمراض المزمنة فإن الإلتزام بتلقي العلاجات التي حددها الطبيب يساهم في تخفيف الأعراض و احتوائها ، وغالبا ما يقوم الطبيب بإبلاغ المريض أو زويه بنتائج التقييم النفسي بصدق والتدابير الواجب اتباعها لاحتواء الأعراض.
اختبار التقييم النفسي
وقد يشمل التقييم النفسي العديد من المكونات مثل “الاختبارات النفسية المعيارية” و الاختبارات والاستطلاعات غير الرسمية ومعلومات المقابلة والسجلات المدرسية أو الطبية والتقييم الطبي وبيانات المراقبة
و يحدد الطبيب النفسي أو الفاحص أي المعلومات التي يحتاجها لاستكمال تقييمه النفسي، على سبيل المثال، يمكن استخدام التقييمات لتحديد ما إذا كان الشخص يعاني من اضطراب في التعلم، أو مؤهلًا للمحاكمة أو لديه إصابة دماغية. يمكن استخدامها أيضًا لتحديد ما إذا كان الشخص سيكون مديرًا جيدًا أو مدى جودة العمل مع فريق.
أقرأ ايضًا : طرق التخلص من القلق
تشخيص المرض النفسي
يحتاج الطبيب النفسي لعدة اختبارات حتى يتمكن من تشخيص المرض النفسي الذي يعاني منه المريض وهي:
- اختبار جسدي
- فحوصات مخبرية
- تقييم نفسي
التقييم النفسي الإكلينيكي
يقصد بالتقييم النفسي الإكلينيكي عدة معاني أهمها الطرق التي يفهم بها الطبيب النفسي مرضاه ويجمع بها معلوماته عنهم وعن حالتهم الصحية الجسدية والنفسية والبيئة من حوله وسلوكه، وتمكنه من التنبؤ بما ستؤل إليه حالته، والعملية التي تساعده في اتخاذ القرار وتكوين صورة أو نموذج ملائم للعمل للشخص موضوع الدراسة .
أدوات التشخيص الإكلينيكي
- دراسة الحالة
- المقابلة الإكلينيكية
- الاختبارات النفسية
أسئلة شائعة
ما هو التقييم النفسي الطارئ ؟
يخضع الشخص لتقييم نفسي طارئ وعاجل حينما تبدو عليه الأعراض التالية :
- هائج وغير متعاون
- السلوك العدواني العنيف
- محاولة إيذاء نفسه
- يشكل تهديدا لنفسه وللآخرين من حوله
- تعرضه للهلوسة والضلالات بشكل ملحوظ
ما هي مدة التقييم النفسي؟
يختلف الوقت الذي يستغرقه التقييم النفسي من شخص إلى آخر ، وفقا لحالته الصحية والذهنية ومدى تعاونه و كم المعلومات المطلوبة ، وعاادةً ما يستمر التقييم النفسي لمدة 30 إلى 90 دقيقة.
أقرأ ايضا :